الثقة بالنفس للشباب

Hits: 1661

الثقة بالنفس للشباب - بقلم ليث مقادسي

 

من أكثر الأمور التي يستخدمها إبليس في مواجهه أبناء الرب هي زعزعة الثقة بالنفس حيث يحارب الشباب في فترة المراهقة كي يبعدهم عن النمو الروحي ليشغلهم بأمور ليست صحيحة كأن يزعزع ثقة البنت بجمالها بان يوسوس في داخلها بانها قبيحة المنظر وهي ستكون فاشلة عائليا لذلك لا جدوى من التحصيل الدراسي او الذهاب للكنيسة لانها بالأصل غير مقبولة خارجيا او قد يقول للشاب بانك كلما تكلمت فان الآخرين سيسخرون منك لأنك لا تجيد فن إيصال الفكرة او تتلكأ أثناء الحديث لذلك من الأفضل الجلوس في البيت وعدم الذهاب للكنيسة او الاختلاط بالآخرين لتجنب الحرج، كما ان المحاربة الشائعة لشباب المهجر المؤمنين هي توجيه سهام العزلة حيث يظهر لهم بانهم معزولين عن الآخرين لأنهم يرفضون الخطيئة وبالتالي فإنهم لن ينجحوا بتكوين علاقات اجتماعية كون الآخرين يمارسون الجنس بحرية مطلقة بينما الشاب المؤمن يحاول تطبيق وصايا الرب برفض الخطيئة فيتعرض للهزئة من الآخرين وبالتالي فان ثقة الشاب بنفسه ستهتز ويضعف إيمانه ويدخل مرحلة كآبة وصراع مع الذات.

 

هنا الأهل سيبدأو بملاحظة عدم رغبة الأبناء على الذهاب للكنيسة مع وصولهم عمر المراهقة وبالتالي سيبدأو بالضغط عليهم لحضور القداس الالهي يوم الأحد وهنا يبدأ الشاب صراع من نوع آخر بين الرغبة في طاعة الوالدين والتأقلم مع زملاء الدراسة او العمل لذلك وحتى ان حضر القداس فانه سيبدأ بإيجاد أعذار كي لا يحضر المرة القادمة مثل طول فترة الوعظ او طول القداس او عدم الاندماج مع بعض أعضاء الكنيسة وغيرها من الوساوس التي تكونت لديه نتيجة سهام المجتمع المزعزعة للثقة بالنفس.

 

كيف يستطيع الأهل مساعدة الشاب على تجاوز هذه المشكلة؟

- تبدأ المساعدة عندما يخصص الأهل وقت للتحاور مع أولادهم كعائلة متكاملة من جهه وكافراد من نفس الجنس من ناحية أخرى وتشجيعهم على الحديث مع الأهل كأصدقاء لغرض إعطائهم النصيحة وفق الكتاب المقدس.

- تشجيعهم على بناء علاقات مع ابناء عوائل مسيحية مؤمنة بشكل مثمر.

- الصلاة من أجلهم وتحفيزهم على طلب إرشاد الروح القدس في كل وقت تجربة وإرشادهم بكيفية إنشاء علاقة شخصية مع الرب يسوع تنموا بقراءة الكتاب المقدس والإشارة لهم بان الأهل ممكن ان يكونوا مع أولادهم لفترة معينة ولكن الرب معهم طول الوقت ان احتموا به.

- ظرورة الحديث لهم عن الحرب الروحية التي يشنها إبليس على المؤمنين وكيفية التصدي لها.

- تشجيعهم على تهيئة أجوبة دبلوماسية لكل الأسئلة التي ممكن ان تطرح عليهم من غير المؤمنين كي يعملوا على التأثير الإيجابي في ذلك الشخص ودرء تأثيره السلبي عليهم.

- ان يكون الأهل قدوة لأبنائهم بان يواضبوا هم على الذهاب للكنيسة وقراءة الكتاب المقدس ورفض الخطيئة بالتالي الحديث مع الشباب سيكون مؤثرا للغاية.

- زجهم في نشاطات الكنيسة المخصصة للشباب مثل الرياضات الروحية ودروس تعليم الكتاب المقدس وتحفيزهم على إظهار إمكانياتهم المهارية والفنية في الكنيسة.

- تشجيعهم على كل عمل او إنجاز يقومون به في المنزل وتحسيسهم بانهم مهمين جداً للأهل والرب على حد سواء.

- المتابعة الدورية للأهل مع الشباب لملاحظة التقدم الحاصل بعد كل جلسة مناقشة ومدى تطبيق إرشادات الأهل.

- دعوة كاهن الكنيسة بين الحين والآخر لزيارتهم وإعطائهم بعض النصائح الكتابية او الاشتراك بالصلاة في المنازل لغرض النمو الروحي ومعرفة أهمية السير مع الرب.

- تدريبهم ليكونوا مبشرين للكلمة بين أصدقائهم الباحثين عن الرب حيث لابد ان يلتقوا بأشخاص يمرون في مرحلة بحث عن الرب او من ديانة أخرى يحبون معرفة المزيد عن إيماننا، اذ ان إحدى الأمور التي تجذب الشباب هو تشجيعهم بان يكونوا قادة او متكلمين.

- تنمية مواهبهم بإدخالهم دورات تنمي تلك الهوايات وبالتالي المساهمة في إعادة الثقة بأنفسهم.

- الشاب مهتم بمظهره الخارجي والأعداء يستخدمون نقاط الضعف في مظهره لمهاجمته، لذلك دور الأهل هو التركيز على الجوانب الجميلة ومدحها بشكل دائم وتوضيح لهم بان لكل إنسان نقاط قد لا تعجب البعض ولكن الرب يحبنا كما نحن.

- تشجيعهم على زيارة موقع كنيسة ما برصوم على شبكة الإنترنت بشكل يومي حيث يمكنهم قراءة تاملات يومية، عظات، أفلام وثائقية ومواضيع روحية واجتماعية.

 

الرب أوصانا ان نكون حريصين على تعليم أولادنا كيفية السير مع الرب، نقرأ في الكتاب المقدس كيف عاقب الرب عالي الكاهن لأهماله تربية أولاده (سفر صموئيل ١) بينما فرح الرب لتربية يوناداب بن ركاب لأولاده وطاعتهم لأمر أبيهم (سفر ارميا ٣٥) قد نجد الموضوع صعب علينا ولكننا بالإيمان نعلم ان جميع الأشياء تعمل معا بالخير للذين يحبون الله وان الله قادر على حمايتهم، تفاجئت برد فعل طفلة بعمر ١٢ سنة حينما كنت أحدثها عن المضايقات التي ممكن ان تواجهها من زملائها في المدرسة فقالت لي " ولكني اعلم انني كلما تضايقت كلما أكرمني الرب ببركات أكثر من تلك الضيقات" فقلت في قلبي " أشكرك يا رب لأنك قادر على الذي نعجز نحن عنه" واشدت بإيمان تلك الطفلة المباركة.