القديس يوحنا الدرجى

 

في السادسة عشرة من عمره تتلمذعلى الأب مرتيروس أحد شيوخ دير جبل سيناء وفى يوم ترهبه قال عنه شيخ " ستراتيجيوس" أنه سيبقى "أحد أنوار العالم" وتنبأ عنه يوحنا الساباوى وانستاسيوس رئيس دير جبل سيناء آنذاك بأنه سوف يصبح رئيساً للدير.

فى سن العشرين اعتزل متوحداً فى بادية " تولا" قضى 40 سنة فى خلوته مجاهداً جهاد التوبة والصلاة مختبر فنون الحرب اللا منظورة وحلاوة مناجاة الله واكتسب موهبة الصلاة الدائمة ومحادثة الملائكة.

فى نهاية الأربعين سنة انتخب رئيساً لدير جبل سيناء وبحسب رواية انستاسيوس السينائى ظهر النبى موسى بنفسه لدى تنصيبه وصار يخدم الضيوف.

يقال أنه انقذ تلميذه موسى من الموت حين أرسله فى خدمة وعند الظهيرة نام فى ظل صخرة كبيرة واثناء نومه سمع صوت معلمه يوقظه فقفز فوراً من تحت الصخرة التى هوت حالما ابتعد. وكان القديس يوحنا قد رأى رؤيا نبهته الى تلميذه فى خطر فقام وصلى من اجله.

 

 

اقواله

 

الراعى الحقيقى هو الذى يستطيع بمحبته وهمته وصلاته ان يجرى وراء الأغنام الناطقة التى ضلت ويعيدها الى الطريق القويم.

المحبة هى التى تظهر الراعى الحقيقى لأن الراعى العظيم بدافع المحبة شاء ان يصلب .

إن أكثر العطايا إرضاءً لله هى تقديم النفوس إليه بالتوبة فالعالم بأسره لا يساوى نفساً واحده لأنه يزول بينما هى باقيه غير فاسدة فلا نغبط الذين يقدمون للمسيح كنوزا أيها الخادم المغبوط بل خرافا ناطقه .

إحترز ألا تكون فاحصاً دقيقاً عن أصغر المخالفات فلن تكون إذ ذاك متشبها بالله .

.من يتخلى عن الأموال من أجل الله فهو عظيم أما من يتخلى عن مشيئته فهو قديس . الأول يأخذ مئة ضعف أموالاً أو مواهب أما الآخر فيرث حياة أبدية .

أذكر فى كلامك دائما انك تخطئ بما يخطئ به الآخرون وهكذا لن يُعوزك يوماً اتضاع عظيم.

من هو ذاك المدبر المقام من الله الذى لا تعود دموعه وحسراته وأتعابه تعوزه فيستطيع ان يقدمها إليه بلا حساب فى سبيل تنقية الآخرين .

لا يناسب أن يقول الدليل لكل أحد أن الطريق ضيق كربة ولا الى الجميع أن النير لين والحمل خفيف بل عليه أن يرقب ويكيف الأدوية للسقماء حسبما يوافقهم فإن الرازحين تحت ثقل خطاياهم والجانحين الى اليأس توافقهم الآية الثانية ، أما الميالون الى العظمة والكبرياء فالآية الأولى دواء ملائم لهم .

المسئولية الروحية هى بذل النفس عن القريب (التلميذ) فى كل الأمور.

إن كففنا عن إدانة القريب والحكم عليه لن نخشى أفكار التجديف لأن إدانة القريب من شأنها أن تبعث فينا الأفكار.

درب تلاميذك على ان يكونوا بسطاء فيما بينهم فى كل شئ ولكن حذرين جداً بأزاء الشياطين.

المعلم الحقيقى هو من يحمل فى ذاته كتاب المعرفة الروحى المكتوب بإصبع الله أى بالأستنارة الآتيه منه ولا يحتاج الى كتاب آخر .

ورث أبناءك قبل كل شئ إيماناً خالصاً وعقيدة سليمة وهكذا تقود الى الرب فى طريق استقامة الرأى ليس فقط ابناءك بل أبناء أبنائك .

من استرضى الله حقاً يستطيع ان يعزى المتألمين خفية دون ان يدروا به وينجم عن هذا خير مضاعف جسيم فهو يحفظ نفسه من الغرور حفظها من الصدأ ثم يحمل الذين يُسعفهم على تقديم الشكر لله وحده .

لا تحتج بعدم المعرفة لأن من جهل ما يستوجب العقاب سوف يعاقب على عدم اقباله على المعرفة .

انقذ ، يا من أنقذك الله وخلص أولئك المنساقين الى الموت ولا تبخل فى فدية من تقتلهم الشياطين لأن هذا العمل انما هو عمل بطولى جداً أمام الله يفوق كل عمل ورؤيه عند الناس والملائكة .

ان كان الذى يستطيع إفادة الآخرين بكلامه ولا يوزعه بسخاء لن ينجو من العقاب ، فلأى خطر عظيم يعرض أنفسهم أيها الخادم العزيز القادرون على اعانة المتعبين بهمة وغيرة ولا يشاؤون ان يكابدوا اى عناء فى سبيلهم .

 

المصدر: كنيسة الشهيد العظيم ما مرقس للاقباط الارثوذكس