التعامل مع ترقيات الرب

Hits: 1402

التعامل مع ترقيات الرب – بقلم: ليث مقادسي

الإنسانُ المجتهِدُ يتوقّعُ التّرقياتِ باستمرارٍ، فالموظّفُ المثابِرُ لإنجاحِ شركتِهِ سيُفاجِئُهُ رئيسُهُ بالعملِ بترقيةٍ لمنصِبٍ يُفرِحُ قلبَهُ كونُهُ استشعرَ تقديرَ الإدارةِ لعَطائِهِ ويُفرِحُ الإدارَةَ بنفسِ الوقتِ لأنهم نجحوا بِاحْتضانِ شَخصٍ أمينٍ وكفِيٍّ. الترقيَةُ في أغلبِ الأحيانِ تحتاجُ لدورةٍ تدريبيّةٍ قُبَيلَ نوالِها للتأكّدِ مِن جاهزيّةِ الموظَّفِ للتعاملِ مع تفاصيلِ مركزِهِ الْجَديدِ.

استقبالُ خطّةِ عملِ تلكَ المرحلَةِ
هذه هي فترةُ ترقياتٍ روحيّةٍ، والربُّ يعلِنُ لأحبائِهِ عن قُربِ حُصولِهِم على ترقيَةٍ. بعضُهُم يحصَلونَ على بركاتٍ أرضيّةٍ لتعظيمِ عملِ الخدمَةِ، مثلَ مبنًى جديدٍ للكنيسةِ، بعضُهُم مِنطقَةِ استخدامٍ جديدَةٍ، كأنْ يفتحَ لهُمُ الرّبُّ خدمَةً إذاعيّةً، تلفزيونيّةً أو عبرَ مواقِعِ التّواصُلِ الاجتماعِيِّ ليوصِلَ الكلمَةَ لأناسٍ أكثرَ. بعدَ نوالِ الترقيةِ ستكونُ هناكَ حاجَةٌ لاستقبالِ خُطّةِ عملِ تلكَ المرحلةِ لكي نعرِفَ فِكرَ اللهِ لطريقَةِ الإنجازِ المِثالِيِّ.

أُولى الأمورِ المطلوبَةِ للتّعامُلِ معَ التّكليفِ الْجَديدِ هو إعادَةُ تنظيمِ الأولويّاتِ. قُبَيلَ دُخولِ الشّعبِ العِبرانِيِّ أرضَ الموعِدِ، أعطاهُمُ اللهُ بعضَ التّعليماتِ الخاصّةِ بالمرحلَةِ القادِمَةِ والتي تشمَلُ التّشجيعَ، التحَفُّظَ الدّقيقَ للعمَلِ بالكلمَةِ، تفاصيلَ الإنجازِ، وغيرَها الكثيرَ. وهنا الربُّ يقولُ لهم إنَّ الأولوياتِ الحاليّةَ لا تتوافَقُ مع أولوياتِ المرحلَةِ القادمَةِ.

حيثُ أنَّ الخوفَ والرّهبَةَ تتسلّلُ لقلبِ كُلِّ إنسانٍ قُبَيلَ استلامِهِ الترقيَةَ. فنلاحِظُ تشجيعَ اللهِ المستمِرَّ لذلكَ الشّخصِ بأنَّهُ سيكونُ معه وسيحفظُهُ وسيزيلُ أعداءَهُ ويُنجِّحُ طُرُقَهُ. مِن هنا مطلوبَةٌ الثّقَةُ التّامّةُ بالسائِرِ معَنا وعدمُ النّظَرِ لضعفاتِنا وتصديقُ كُلِّ كلامِ اللهِ بأنّهُ هو مَن سيكون معَنا في المرحلةِ القادمةِ. ترجَمَ اللهُ هذا التشجيعَ ليشوعَ في العهدِ القديمِ حينما جعلَهُ يلتقي برئيسِ جُندِ الربِّ (يشوع ٥: ١٤) ليطمَئِنَّ مِن كونِ الربِّ هو المُحارِبُ الرئيسِيُّ "لإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" افسس ٦: ١٢.

الأمرُ الثّاني الذي يحُثُّنا اللهُ عليه في تعامُلِنا المِثالِيِّ مع التكليفِ الْجَديدِ هو التحفّظُ للعملِ بما مكتوبٌ في الكتابِ المقدّسِ، وهذا هو البناءُ على الصّخرِ، والربُّ يسوعُ دعاهُ الكمال أي اتباعه من كل القلب بثقة وشجاعة فالذي يدعوهُ اللهُ لأن يكونَ مؤثّراً في مكانِ عملِهِ يجِبُ أن يتحفّظَ ويهتَمَّ بقراءةِ الكلمةِ بعُمقٍ ليكونَ مستعِدّاً لمجاوَبَةِ كُلِّ مَن يسألُهُ عَن سبَبِ الرّجاءِ الذي لديهِ.

والذي يدعوهُ الربُّ ليكونَ شمّاساً في الكنيسَةِ فعليهِ فعلُ نفسِ الشيءِ لكي تكونَ قراءتُهُ أثناءَ القداسِ الالهيِّ مؤثّرَةً في نُفوسِ أبناءِ الرعِيّةِ كونُها نابعَةً مِن قلبٍ قَدِ اختَبَرَ عُمقَ تلكَ الكلمَةِ في حياتِهِ الشّخصيّةِ. نفسُ الشيءِ بالنسبةِ للمرَنِّمينَ، فالموضوعُ غيرُ محصورٍ بالصّوتِ فقط بل مطلوبٌ إظهارُ العُمقِ الرّوحِيِّ للآخَرينَ.

داودُ الملكُ مُسِحَ مَلِكاً لإسرائيلَ، ولكنه لم يُعيَّنْ مَلِكاً إلا بعدَ سنواتٍ عديدَةٍ، لذلك قد يصدُرُ تعيينٌ من السّماءِ لِحياتِكَ ولكنّهُ لا يحدُثُ على الأرضِ إلا بعد مدّةٍ تُحَدِّدُها حكمةُ اللهِ. لذلك نحتاجُ الشَّجاعَةَ والعزيمةَ واللَّهجَ بالكلمةِ لمعرِفَةِ توجيهاتِ الرّبِّ التي ستجلِبُ ذلكَ الوعدَ للواقِعِ الأرضِيِّ المَحسوسِ.
الأمرُ الثالِثُ هو التهيّؤُ لِلِقاءِ المسيحِ لغرَضِ الحُصولِ على معلوماتٍ وقوّةٍ، وهذا يتِمُّ حينما نَسعى في صَلاتِنا لِلِقائِهِ والحديثِ معه. لنقرأ هذا النص:

"وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ فَفَرِحَ التّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «ﭐقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ»". يوحنا ٢٠: ١٩-٢٣.

الأمرُ الرابعُ هو تجديدُ محبَّتِنا وتَبَعِيَّتِنا للرّبِّ. إذ طلبَ الربُّ مِن بطرُسَ تجديدَ محبَّتِهِ الأولى في النص الآتي:
"فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ﭐرْعَ خِرَافِي». قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا أَتُحِبُّنِي؟» قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ: «ﭐرْعَ غَنَمِي». قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا أَتُحِبُّنِي؟» فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ﭐرْعَ غَنَمِي. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَمَّا كُنْتَ أَكْثَرَ حَدَاثَةً كُنْتَ تُمَنْطِقُ ذَاتَكَ وَتَمْشِي حَيْثُ تَشَاءُ. وَلَكِنْ مَتَى شِخْتَ فَإِنَّكَ تَمُدُّ يَدَيْكَ وَآخَرُ يُمَنْطِقُكَ وَيَحْمِلُكَ حَيْثُ لاَ تَشَاءُ». قَالَ هَذَا مُشِيراً إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعاً أَنْ يُمَجِّدَ اللَّهَ بِهَا. وَلَمَّا قَالَ هَذَا قَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي»" يوحنا ٢١: ١٥-١٩.

الأمرُ الخامِسُ الذي يحُثُّنا السيدُ على التَّحَسّبِ له ونحنُ نتهيّأُ لإتمامِ خُطتِهِ للمرحلَةِ القادمَةِ هي نَبذُ الغَيرَةِ بينَ الخُدّامِ وإدامَةُ المحبَّةِ وإلغاءُ الذّاتِ مع أعضاءِ الكنيسةِ أوِ المؤسَّسَةِ الدّينيّةِ. إذ قامَ الربُّ بتوبيخِ بُطرُسَ في النص الآتي:

"فَالْتَفَتَ بُطْرُسُ وَنَظَرَ التِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُ وَهُوَ أَيْضاً الَّذِي اتَّكَأَ عَلَى صَدْرِهِ وَقْتَ الْعَشَاءِ وَقَالَ: « يَا سَيِّدُ مَنْ هُوَ الَّذِي يُسَلِّمُكَ؟» فَلَمَّا رَأَى بُطْرُسُ هَذَا قَالَ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ وَهَذَا مَا لَهُ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ فَمَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ». فَذَاعَ هَذَا الْقَوْلُ بَيْنَ الإِخْوَةِ: إِنَّ ذَلِكَ التِّلْمِيذَ لاَ يَمُوتُ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ لَهُ يَسُوعُ إِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بَلْ: «إِنْ كُنْتُ أَشَاءُ أَنَّهُ يَبْقَى حَتَّى أَجِيءَ فَمَاذَا لَكَ؟»" يوحنا ٢١: ٢٠-٢٣.

تجديدُ الذِّهنِ - إلغاءُ التعَوُّدِ
نلاحظُ في النقاطِ أعلاه حاجَةً لتجديدِ الذِّهنِ لغرضِ إلغاءِ التعوُّدِ، لأنَّ مع كُلِّ مِشوارٍ جديدٍ مع الربِّ هناكَ تفاصيلُ جديدَةٌ وأساليبُ مختلفَةٌ. قامَ الربُّ بإرسالي للعراقِ بمُهِمّةٍ روحيّةٍ في عامِ ٢٠١٤. قبيلَ تلك الرحلةِ كان لابُدَّ لي أن أتأكّدَ مِن صوتِ الربِّ، فسألتُ أكثرَ مِن شخصٍ للصّلاةِ والصّومِ معي لغرَضِ حُصولِنا جميعاً على تأكيداتٍ، والربُّ فَعَلَ.

أمّا في الإرساليّةِ الأخرى فقمتُ بتجديدِ ذِهني والتمرُّنِ أكثَرَ على الاستماعِ لصوتِهِ فلا أعودُ بحاجَةٍ للآخَرينَ، وبالفعلِ تمَّ الموضوعُ بدقّةٍ عاليَةٍ وأسلوبٍ متجَدِّدٍ حيثُ قامَ الربُّ بإعطائي التأكيداتِ بطريقَةٍ مُختلفَةٍ عنِ الأولى. اللهُ لا يدورُ بِنَا في البرّيَّةِ بل يسيرُ أمامَنا لامتلاكاتٍ جديدَةٍ ومتغيّرَةٍ، كلُّ المطلوبِ هو الحِفاظُ على الاستماعِ لصوتِهِ بشكلٍ متواصِلٍ وحِفظِ أنفُسِنا مِن دنَسِ العالَمِ.

شاولُ، أولَ مُلوكِ إسرائيلَ، فشلَ في التكليفِ الإلهِيِّ لأنه لم يُجَدِّدْ ذِهنَهُ وهو يستمِعُ لصوتِ الربِّ مِن خلالِ صَموئيلَ النّبيِّ، فظلَّ مُنحَصِراً بالأمورِ الطّقسيّةِ، إذ أمرَهُ الربُّ بتكليفٍ وهو محارَبَةُ أمّةٍ وثنيّةٍ فيُحَقِّقُ الربُّ دينونَةً لتلكَ الْجَماعَةِ، وكانَ شرطُ الربِّ هو عدَمُ أخذِ أيٍّ منَ الغنائِمِ، ولكِنَّ انحصارَ شاولَ بالطّقسيّاتِ وضرورَةِ تقديمِ ذبائِحِ شكرٍ للربِّ أسقطَتهُ. لنقرأ هذا الحِوارَ الذي دارَ بينَهُ وصموئيلَ النبِيِّ:

"فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ لِصَوْتِ الرَّبِّ وَذَهَبْتُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَرْسَلَنِي فِيهَا الرَّبُّ وَأَتَيْتُ بِأَجَاجَ مَلِكِ عَمَالِيقَ وَحَرَّمْتُ عَمَالِيقَ. فَأَخَذَ الشَّعْبُ مِنَ الْغَنِيمَةِ غَنَماً وَبَقَراً، أَوَائِلَ الْحَرَامِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ!». فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «أَخْطَأْتُ لأَنِّي تَعَدَّيْتُ قَوْلَ الرَّبِّ وَكَلاَمَكَ، لأَنِّي خِفْتُ مِنَ الشَّعْبِ وَسَمِعْتُ لِصَوْتِهِمْ" ١ صموئيل ١٥: ٢٠-٢٤.

الكثيرُ مِن كنائِسِ اليومِ باتَتْ بحاجَةٍ ماسّةٍ لتجديدِ الذِّهنِ لكي تكونَ مستعدّةً للتّكليفاتِ الْجَديدَةِ، لأنَّ التعوّدَ لن يَخدِمَها. نشكرُ الربَّ أنّه يصنَعُ هذا حتى وإن كنّا لا نلمَسُهُ الآنَ ولكِنّهُ يحصلُ بالفعلِ والمستقبلُ برأيي سيكونُ مُشرِقًا، إذ هناكَ تحرّكٌ جِدّيٌّ نحوَ استثمارِ الشّبابِ ليكونوا مِلحًا ونورًا في ظُلمَةِ هذا العالَمِ.

تجديدُ الذِّهنِ يجبُ أن يتوَفّرَ أيضاً تُجاهَ عِلاقَتِنا معَ الخُدّامِ الآخَرينِ. فالّذينَ كُنّا نراهُم سَلبِيّينَ يجِبُ أن نُدرِكَ أنَّ الربَّ يعمَلُ في حياتِهِم فيكونونَ ملائِمينَ لتكليفِ المرحلَةِ القادِمَةِ، الغيرُ متعاوِنينَ سيُغَيِّرُهُمُ الربُّ، المُصِرّونَ على عدَمِ الاقتناعِ بترتيبِ الربِّ فإنهُ يُعزِّزُ مَحَبَّتَنا لهُم والصّلاةَ مِن أجلِهِم والثقةَ بأنَّ الربَّ هو الممسِكُ بِزِمامِ الأمورِ.

كما أنَّ التّجديدَ تُجاهَ الخوفِ مِنَ الرّفضِ مُهِمٌّ جِدّاً، في المرحَلَةِ القادمَةِ ستشتَدُّ المُحارَباتُ الرّوحيّةُ المقاوِمَةُ لعمَلِ اللهِ مِن خِلالِنا. من هنا أحتاجُ تغييرَ ذِهنيّتي مِن النَّظَرِ والتّأمُّلِ بالمشكلةِ إلى النّظَرِ والتأمُّلِ بجودِ الرّبِّ وقوّتِهِ وحِكمتِهِ ومحبَّتِهِ. هذا الموضوعُ يحتاجُ تدريباتٍ كثيرَةً، لذلك اسْتَفِدْ مِن كلِّ مَحَطّاتِ الايمانِ الصّغيرَةِ كونُها تَبنيكَ لتَحَمُّلِ الأمورِ الكبيرَةِ.

محطاتُ الايمانِ الصّغيرَةُ، هي مواقِفٌ يوميّةٌ تصادِفُنا في البيتِ أوِ العملِ أو في واسطةِ النّقلِ تضَعُنا في تَحَدٍّ إيمانِيٍّ يبدو صغيراً ولكنّهُ مهِمٌّ جدّاً لبنائِنا الرّوحِيِّ. مثلا ذهبتُ لأصلِحَ سيارَتي وصليتُ مُؤمِناً أنَّ الربَّ سيعتَني بتعيين ميكانيكِيٍّ ذكِيٍّ لإصلاحها بحيثُ لا أحتاجُ عملَ تلكَ الصّيانَةِ بالمستقبلِ القريبِ والربُّ يستجيبُ، عليّ أن أحفَظَ هذا الموقِفَ في ذاكرَتِي كي تُساهِمَ في تجديدِ ذِهني فتُذَكِّرَني بجودِ الربِّ فيهِ فيُعَزيني في التجارِبِ الصّعبَةِ.

كلُّ تكليفٍ جديدٍ لا يخلو مِنَ الإثارَةِ ومشاعِرِ الفرَحِ كونُ الربِّ لا يُعطينا شيئاً إلّا الذي قد وضعَهُ مُسبَقاً في قُلوبِنا وبُتنا توّاقينَ لتحقيقِهِ، لذلك ونحنُ نتسلَّمُ التّكليفَ الْجَديدَ سنسمَعُ دوماً كلماتٍ مِنَ الرّبِّ تحُثُّنا على الفرحِ، لأنَّ هذا تكريمٌ مِنَ المَلكوتِ، فيجبُ أن يُقابَلَ مِن قِبَلِنا بالفرحِ والنّشوَةِ. لذلك اِفرَحْ إن كنتَ قد تسلَّمتَ التكليفَ وأَزِلْ مِن قلبِكَ كافّةَ المشاعرِ السَّلبِيّةِ وتَجَدَّدْ دوماً نحوَ فِكرِ المسيحِ. والربُّ يبارِكُ خدمَتَكَ.

أصلي أن يكونَ تأمُّلُنا لهذا اليومِ سببَ بركَةٍ للكثيرينَ. ودُمتُم في أمجادِ الملكوتِ.

 

 

هل لديك استفسار؟ اكتب لنا رايك على من خلال This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. 

 

لتحميل نسخة من هذا المقال, يرجى الضغظ هنا