Hits: 1395

مالذي نحتاج ان نعرفه عن الله؟ - بقلم ليث مقادسي

 

سنتطرق في هذا اليوم لرأي الكتاب المقدس عن كينونة الله وما هي الأمور التي يريدنا ان ندركها عنه. وهل سنستطيع في يوم من الأيام ادراك كل شئ عن الله في فكرنا المحدود؟ وهل غايته من خلقنا ان نعرف عنه كل شئ ام الأشياء المختصة بعلاقته بنا؟

السؤال الاول - هل هو شبهنا؟ يخبرنا الكتاب المقدس بان الله خلق آدم على صورته ومثاله اي الانسان مخلوق على صورة الله فَلَو تمعنا بمكونات الانسان سنجد الجسد والعقل الباطن (النفس) والروح اي ثلاثة عناصر تكون انسان، اذا ازلنا احدهم لن يكون ذلك انسان، كذلك هو الله لديه كيان وروح وفكر الكيان يدعى الله الاب والروح هي الروح القدس والفكر هو الابن او الكلمة لان الكلمة هي بنت الفكر.

وانا أتكلم معكم فانكم تتقابلون مع مكون النفس الذي لدي، نحن لم نتقابل وجهها لوجه ولم نتقابل بالروح بل بالفكر حصرا، أوقات ممكن للإنسان ان يتقابل مع أخيه الانسان بالجسد فقط من دون النفس و الروح وممكن ان يلتقي بالروح مع اشخاص احياء او قد انتقلوا من عالمنا، اذا نحن مكونين من ثلاث خواص ولكن ممكن التواصل مع الاخرين من خلال احداها.

للتواصل معكم بالفكر احتاج الى موجات كهرومغناطيسية تحمل صوتي وتوصله لكم، كذلك هو الحال مع الله فانه قادر على التواصل معنا من خلال عقله الناطق او كلمته ولكن لغرض التواصل يجب ان يكون هناك وسيط من هنا لَبْس الجسد الانساني وحل بيننا وتكلم معنا وأثبت شخصيته من خلال تنفيذ اقواله على افعاله، من خلال سلطانه على الشياطين والطبيعة ومن خلال ايات لا يستطيع الانسان فعلها حتى لو كان نبيا مؤيدا من الله لانها أمور تخص الذات الإلهية حصرا كالخلق.

السؤال الثاني، ان كنا على شبه الله فهل الله متزوج؟ اعزائي هذا الفكر مخالف تماما لتعليم الإنجيل المقدس الذي يوضح لنا ان ملكوت السماء ليس فيه زواج على الإطلاق بل الجميع يكونون كالملائكة ولا توجد اي إشارة لا من قريب او بعيد في الإنجيل المقدس عن إمكانية زواج الله وانجابه للأولاد او البنات، لان الله روح وهو له المسكونة وما فيها فهو ليس بحاجة للزواج والإنجاب. 

ولكن لماذا يقول المسيحيون انهم اولاد الله وان المسيح ابن الله وما هو دور مريم العذراء؟ بنوة السيد المسيح ليس لها علاقة بمبدأ الزواج البشري اي اقتران رجل وامرأة وهي ليست من تسمية المسيحيين بل جاء هذا الاسم من خلال ملاك الرب الذي بشر البتول العذراء قبل ان تحبل، بل كما تحدثنا قبل قليل فان تواصل الله معنا من خلال ابن فكره (بنات أفكاره) جاءت من خلال جسد انساني اسمه يسوع المسيح، لذلك فان لقب ابن الله هو تعبير عن كلمة الله المتجسد وليس له علاقة بزواج وإنجاب.  

كل من يقبل كلمة الله المتجسد ملكا على حياته يحصل على جنسية ملكوت السماء ووعد الله لهؤلاء هو الوراثة في الملكوت وسيدعون ابناء الله من خلال التبني وليس الزواج والإنجاب، اما دور العذراء مريم هو إنجاب الانسان يسوع ليحل فيه ملئ لاهوت الله فيكون قادر على التواصل معنا وإجراء قصد الله من ذلك الحضور. ذلك الإنجاب الذي تم بقوة روح الله وليس يتزاوج بشري.

الذين قرروا تمليك السيد المسيح ملكا على حياتهم اختبروا علاقة حميمة بينهم والله الاب كالذي يعمل في قصر او ديوان احد الرؤساء والملوك فانه سينتقل من مرحلة المعرفة السطحية عن ذلك الرئيس الى معرفة المزيد عن سلوكياته وسيتعرف على الذي يحبه ويبغضه، فشركاء السيد المسيح وجدوا ان الله الاب يحب ان يكون الاول في حياتنا وان نبادله كامل محبتنا وشكرنا وترنيمنا وحمدنا و ان يكون ذلك نسق لحياتنا، لماذا كل هذا لانه يستلذ بمباركتنا وتأمين احتياجاتنا وطرد اعدائنا من أمامنا وضمان لنا الحياة الابدية.

كما انه يبغض الالتهاء بالارضيات الزائلة بل طلب ملكوت الله بل هو يحزن لان الكثيرين سائرين بطريق يبدوا لهم انه يقود للجنة ولكن عاقبته طرق الموت الابدي، وهو يقول "هلك شعبي لعدم المعرفة" هذا الهلاك سيتم لأنهم لم يطلبوا ملكوت السماء ذلك الملكوت الذي يرفعنا من المستوى الأرضي الى السماوي فنختبر حياة الأنبياء والرسل الذين كانوا على تواصل يومي مع الله فيكونوا شركاء له في مشاريعه السماوية المزمع تنفيذها على الارض من خلال كل من قرر الانقياد بروح الرب. فهل تطلب هذا الملكوت القادر على تغيير نسق حياتك؟ صلي معي

يا الله الواحد الاحد أني أتقدم اليك بقلب تائق لمعرفة المزيد عن ملكوتك لأَنِّي أسعى في هذه الحياة للتقرب منك فأنعم بأمجاد ذلك الملكوت في هذه الحياة والحياة الابدية، عرفني طريقك لاعرفك بشكل شخصي، وجهني لطريق الحياة الابدية المضمون والذي سأبدأ باستشعاره وانا على الارض، اطلب ملكك على حياتي والانقياد بروحك القدوس. 

السؤال الثالث، هل ممكن ان ياتي للأرض ويرينا ذاته؟ جميعنا نتفق من حيث المبدأ ان الله قادر على كل شئ، فان كان قادر فانه يقدر ان ياتي لعالمنا، الفرق هنا ان الله موجود في كل مكان فلكي يري مجده لنا عليه بلبس جسد انساني فيظهر كواحد منا ولكن هذا لا يعني انه ترك السماء، كلا هو موجود في كل مكان ولكنه ظهر في ملئ الزمان على الارض لتتميم قصد معين وسيعود من جديد، الجسد الذي لبسه يجب ان يكون بمواصفات خاصة يتوالم مع قداسته اذ يجب ان يكون خالي من الخطيئة، لان الهنا قدوس كله نقاء. 

مجئ الله يجب ان يكون له سبب، وهذا السبب نتعرف عليه حينما نقرأ الكتاب المقدس كجملة واحدة، والذي أفصح عنه السيد المسيح حينما قال "14 «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان، 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الابدية. 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. 19وهذه هي الدينونة: ان النور قد جاء الى العالم، واحب الناس الظلمة اكثر من النور، لان اعمالهم كانت شريرة. 20 لان كل من يعمل السيات يبغض النور، ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله. 21 واما من يفعل الحق فيقبل الى النور، لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة».يوحنا 3: 14-21

 

من هنا نفهم الغرض من ولادة السيد المسيح من عذراء فقط من دون زرع رجل، هي ليست لإظهار قوة الله بل لتحقيق محبته لك عزيزي المستمع، قد يصعب عليك فهم هذا الموضوع ولكن ما ان طلبت روح الله التي تعطى حينما نطلب ملكوت الله على حياتنا فانه سيرشدك الى كل الحق، عالمين ان السيد المسيح حي بالنفس والجسد وهو مستعد للتواصل معنا حينما نطلبه ليوضح لنا الأمور الغامضة والمشكك بها، اسئله عزيزي المستمع عن صحة الكتاب المقدس، عن حقيقة كونه الله الظاهر بالجسد، تفدم له بقلب صادق حينها ستحصل على توضيح منه بشكل شخصي.

ولكن البعض يقولون "ما هو دخلنا بهذه التفاصيل، نحن لسنا بحاجة لا للمسيح ولا للاهتمام به" عزيزي ... مع احترامي لمعتقدك وانتمائك الديني فان السيد المسيح لم ياتي ليؤسس دين بل علاقة شخصية مع كل من يقبله لانه سياتي في نهاية العالم ويكون الملك له حصرا وهو وعد وقال "انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي" هو الوحيد القادر ان يجعلنا نتحرك باتجاه الله الاب اي ننمو روحيا ونبدأ بالتقرب يوما بعد يوما من الخالق، وعود السيد المسيح تفوق حياتنا الارضية بل كلامه فيه تاكيد لنوال الحياة الابدية فيه شفاء لأمراضنا واختبار لمعجزاته في حياتنا، اي سينقلنا من مستوى الابتدائية في معرفة الله الى الجامعية ومن ثم التخرج والعمل لصالح ملكوت السماء على الارض.

الله خلقنا لأجل علاقة معه هذه العلاقة تتم من خلال عهود واتفاقيات تتيح لنا امتيازات حينما نجتهد بتنفيذ الأمور المترتبة علينا وتحتم علينا مسؤوليات وعواقب الاخفاق في تنفيذ التزاماتنا، حاليا تعيش البشرية في عهد النعمة اي ان الله قدم جنسية ملكوت السماء بالنعمة لكل من يؤمن، المقصود بالنعمة هو شئ مجاني ليس على فعل شئ لاقتناءه الا الإيمان، فنلاحظ الانسان الحليم يسلك المتبقي من عمره بحياة رد الجميل للرب اما الذي يزدري بالنعمة فانه يفقدها لاحقا لانه لم يقدر قيمتها.

هل انت مهتم لابديتك؟ هل ترغب بالاطمئنان لمكان تواجدك الأبدي؟ اهتم بقراءة وفهم الإنجيل المقدس لانه يشرح لك عهد النعمة بالتفصيل وماهي الشروط الواجب توفرها لاقتناء التبرير وماهي الواجبات المترتبة على كل مؤمن بعد نوال تلك النعمة، اهتمامك بهذا الموضوع لن يجلب لك البركة فحسب بل للجيل الذي بعدك، الكثير منا ترعرع على طقوس وعبادات توارثها من اجداده من دون ان يتسائل عن صحتها، فرص البحث المتاحة اليوم عبر الانترنت لم تكن متوفرة للاجيال السابقة فاستغل الفرصة وابحث بصدق، اطلب الرب من كل قلبك كي يرشدك وانت تقرأ حينها ستتعرف بنفسك على الطريق الذي يضمن لك الحياة الابدية. 

ولكنك قد تفكر بان العبادة التي تسلكها تقدم لك نوع من الاطمئنان بخصوص ابديتك، هل سألت الرب عنها هل تأكدت من صحتها؟ هذا الشئ حصل معي، فمع العلم انني ولدت مسيحيا ولكني قبل ١٠ سنوات قررت التجرد من اي معتقد والبحث في الأديان الرئيسية الاخرى وقلت في نفسي بان العبادة التي ستؤمن لي ضمان الحياة الابدية ساتبعها مهما كان الثمن، فوجدت انه ولا واحدة من كل الطقوس والعبادات والأعمال الخيرية تضمن بشكل تام هذا الهدف الا العلاقة الشخصية الحميمة مع شخص السيد المسيح الذي وعد كل من يتبعه لا ان ينال الحياة الابدية فحسب بل تعطى له فرصة الاجتهاد ليكون مميزا في ملكوت الله. قد تعتقد أني منحاز لكوني مسيحي، ولكن جرب بنفسك، اقرأ بتمعن واعدك بانك ستصل لنفس النتيجة، فقط للتذكير بأنني لم اعتمد على فكري الشخصي حصرا بل كنت اصلي وانا اقرأ ليرشدني الله للتوجه الوحيد المقبول من قبله.

هل يصعب عليك قراءة الإنجيل المقدس، انا واجهت نفس المشكلة حيث لم يكن لدي الوقت لقراءته بالكامل ولو مرة واحدة ولكني أظهرت أشواقا للرب بهذا الخصوص فقام هو بتعريفي على الإنجيل المسموع وهيأ لي الفرصة لقراءته لا مرة ولا مرتين بل عشرات المرات، لذلك ضع هذا الموضوع بيد الرب حصرا واعدك بانه سيهئ لك السبل والظروف لتحقيق هذا الهدف العظيم.

هذه الأخبار السارة التي نتحدث عنها في هذا البرنامج مقدمة بالمجان اي ليس لي مصلحة شخصية من مشاركتك إياها كون السيد المسيح أوصاني وكل المؤمنين بان نوصل بشارة الملكوت الى كل الارض فقال "مجانا أخذتم مجانا أعطوا" لا ان نوصل كلام فقط بل اختباراتنا الشخصية من هذا الإيمان، فنحن لا نسوق ايمان فكري بل ايمان عامل اختبرنا قوته على حياتنا ونشاركك اختبارنا فنكون امينين امام الله اولا على كل كلمة ننطق بها.

اختبرنا قوة شفاء الرب للاخرين من خلالنا، قوة السيطرة على الطبيعة، قوة انتهار الارواح النجسة وغيرها من القوات التي نقلتنا من الإيمان الى تطبيق ما امنا به، فصار كلام الإنجيل المقدس جزءا من حياتنا اليومية نعكسه للاخرين فيروا اعمالنا ويباركوا الله الاب. اصلي ان توجه قلبك نحو معرفة الله بشكل شخصي لا ان تكتفي بمعرفة معلومات عنه بل تقرب منه اطلبه من كل القلب واترك الباقي عليه ولَك مني فائق الاحترام والتقدير.

 

هل لديك استفسار؟ اكتب لنا رايك على من خلال This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.