Hits: 1232

أسئلة وأجوبة عن شخصية المسيح - بقلم ليث مقادسي

 
- كيف يمكن للإنسان ان يصبح اله؟ الجواب هو حينما يتحد به روح الله القدوس، حينها سيُصبِح هذا الشخص شريك للطبيعة الإلهية ... ولكن يسأل سائل كيف يتم هذا؟ تخيل عزيزي المستمع الشخص الذي قد سكنته روح شريرة، احيانا يتكلم من نفسه وأحيانا يتكلم العفريت الحال فيه، هذه حقيقة وردت في الانجيل المقدس في قصة مجنون كورة الجدريين الذي كانت تسكنه ارواح شر كثيرة، كينونة الانسان لم تتغير بهذا الاتحاد فهو لا يزال له روح ونفس وجسد ولكن هناك روح غريبة اتحدت به وتعطيه قوة على صنع أمور لا يستطيع فعلها بكينونته الانسانية كتقطيع سلاسل الحديد، لذلك الانسان سياخذ الطبيعة الشيطانية التي تظهر على نسق حياته وثماره، فان كان للشياطين القدرة على هذا الاتحاد فما بالك بالله، هل يقدر ان يتحد بالانسان؟
 
الجواب هو نعم، ولكن هناك شرط لإتمام هذا الاتحاد، الله قدوس وطاهر ويكره الخطيئة وحيث ان انفسنا مولودة في الخطيئة فالموضوع مستحيل بالنسبة لنا، الخبر الجميل هو ان الله راغب بهذا الاتحاد لكي يعمل الاعمال التي خلقنا من اجلها، وحيث ان ابليس يقلد الله في كل شئ فنلاحظه يستعبد الكثيرين لغرض إتمام اعماله الدنيئة من خلال حلوله وسكنه في اجسادهم، وحيث ان الله يعلم ان اتحادنا به يتطلب لمسة الهية وتدخل من قبله للتعامل مع نفوسنا الخاطئة، فقام بإرسال الرب يسوع المسيح للتعامل مع هذا الموضوع فيجلبنا امام الله الاب مبررين فنستطيع الاتحاد بروحه القدوس وندعى قديسين.
 
 ولكن يسأل سائل، كيف تثبت اننا مولودين في الخطيئة؟ الجواب هو التامل في سلوكيات الاطفال، هل تحتاج ان تعلمهم كيف يؤذون اخوتهم والاخرين ام هي مزروعة في كيانهم؟ جميع الأديان تؤمن ان النفس الانسانية تنتج السيئات اي ثمار الخطيئة وحيث ان النفس هي في الدم لذلك نلاحظ وعلى مر العصور كان يجب التكفير عن خطايا البشر بذبائح ومحرقات اي سفك دم برئ للتكفير عن نفسي التي في دمي الملوث بالخطيئة، هذا الموضوع ليس من اختراع البشر بل هو تشريع الهي ورد في شريعة موسى.  
 
- هل الله كان قد أيد المسيح بالعجائب والمعجزات؟ معجزات الرب يسوع المسيح بها إشارة واضحة على انها معجزات الله حصرا، هي ليست معجزات ممكن ان تمنح لانسان حتى لو كان نبي، اذا هي ليست بقوة أعطاها الله لنبي كي يثبت انه قد جاء من عند الله، بل الله نفسه هو من كان يصنع تلك المعجزات، ما هو الدليل؟ غفران الخطايا، الرب يسوع في الكثير من معجزاته كان يغفر خطايا الذين يقصدونه للشفاء، هذا الموضوع تحسس له اليهود في ذلك الوقت وقالوا" لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده؟" الحق معهم، منذ بدء الخليقة لم نرى نبي استطاع ان يتجرأ ويغفر خطيئة، لان هذا الموضوع يخص الله حصرا، من هنا نفهم ان الله المتحد مع يسوع الانسان هو الذي كان يغفر الخطايا ويصنع المعجزات.
 
ولكن بماذا تفيدني هذه الحقيقة؟
ان الله يحب ان يصنع المعجزات وهي جزء من طبيعته كونه يحبك عزيزي المستمع، شرط حصول المعجزة هو اضهارك لإيمان يقينية تحققها من خلال النطق، لنستمع لهذه القصة التي وردت انجيل متى الإصحاح العشرون
وفيما هم خارجون من اريحا تبعه جمع كثير واذا اعميان جالسان على الطريق. فلما سمعا ان يسوع مجتاز صرخا قائلين: «ارحمنا يا سيد يا ابن داود». فانتهرهما الجمع ليسكتا فكانا يصرخان اكثر قائلين: «ارحمنا يا سيد يا ابن داود» فوقف يسوع وناداهما وقال: «ماذا تريدان ان افعل بكما؟» قالا له: «يا سيد ان تنفتح اعيننا!» فتحنن يسوع ولمس اعينهما فللوقت ابصرت اعينهما فتبعاه. متى ٢٠: ٢٩-٣٤
هل تشعر عزيزي المستمع ان أعينك مغلقة عن رؤية خلاص المسيح لحياتك؟ ارجوا الصلاة معي؟ أيها المسيح الحي، جميعنا نؤمن انك حي في السماء ونؤمن انك فتحت عيون العمي قبل ألفي عام، انا أتقدم اليك لتفتح بصيرتي الروحية كي ارى مجدك والخلاص الذي قد أعددته لي. عزيزي المستمع ان كنت قد صليت هذه الصلاة من كل القلب فاعلم ان الرب سيتجاوب معك سريعا
 
الحقيقة الثانية التي أستفيد منها هي ان المسيح يعلم ما يعيق شفائنا الروحي، كل الذي علينا فعله هو التوجه له ونوال الشفاء، ان كانت حياتك متخبطة ومليئة بالمشاكل وانت بحاجة للكثير على النطاق الجسدي والنفسي فما عليك الا التوجه للمسيح القادر على تشخيص جوهر المشكلة وشفائها، المريض حينما يذهب للطبيب فانه يشرح له ضاهر المرض، ولكن الطبيب يعلم المسبب لهذا الالم الخارجي فيقوم بالتعامل معه من خلال الأدوية او الجراحة.  
 
- سؤال يتكرر، هل المسيح انسان نبي ام اله؟ عزيزي السائل الجواب بسيط، هو الاثنين معا هو انسان اي كان له نفس و روح وجسد اي كان يصلي لله، كان يأكل ويشرب ويحزن ويغضب ولكن من دون ان يخطئ ولكونه بلا خطيئة فان روحه نقيه كالمرآة والذي يمتاز بهذا النقاء فان الذي يراه بات يرى الله. هل يصعب عليك فهم هذا الموضوع؟ صلي معي أسألك يارب ان ترشدني الى حقيقة لاهوت المسيح كوني لا استطيع ادراكه بعقلي البشري فأرسل لي قوة من العلاء تعينني على الفهم. امين
 
هل مات على الصليب ثم قام، ام صعد الى السماء بدون موت؟ سؤال مهم وحيوي ولكن دعني أسالك اولا هذا السؤال، أيهما اعظم ولائق بنبي مثل الرب يسوع المسيح، الهروب من ارض المعركة اثناء فترة صلبه وتوريط انسان اخر قد يكون احد تلاميذه من خلال إلقاء شبهه عليه ليموت عوضا عنه حتى لو كان التلميذ الخائن، ام ان يموت ومن ثم يقوم من القبر منتصرا على اعدائه وعلى الموت نفسه؟ من وجهة نظري، فان الاولى لا تليق أبدا برجال الله كونه يستخدم المكر، الخداع، الخوف والانتقام بينما الثانية تظهر قوة، ثقة، غفران وانتصار، ولكني اتسائل، أين هي جثة الذي مات عوضا عنه، فها هو قبر المسيح فارغ منذ اكثر من ألفي عام. عزيزي المستمع حقيقة صلب المسيح، موته وقيامته هي حقيقة تنبأ عنها الأنبياء قبل مجئ المسيح بمئات السنين وقد شاهدها تلاميذه بأعينهم حينما قام من القبر وبَقى معهم اربعين يوما ومن ثم صعوده للسماء والجميع ينظرونه. هل تريد التأكد من هذه الحقيقة من الرب يسوع المسيح شخصيا؟ قد تقول ان الموضوع لا يهمك كثيرا، ولكن دعني اخبرك بكل محبة انه يهم كل البشرية وإلا لما صنعه الله، تكلم الى المسيح شخصيا وكأنك تكلم شخص جالس أمامك كونه حي ويستمع ويتفاعل مع السائلين بقلب تائق لمعرفة الحقيقة، اسئله ليؤكد لك حقيقة موته وقيامته ولماذا صنعها وهل تهمك شخصيا؟   
 
يسأل البعض، كوننا نقول ان المسيح هو الله الضاهر في الجسد فلماذا لم ينزل من السماء لنصدق انه الله لماذا احتاج ان يولد من عذراء؟
عزيزي، المسيح صعد الى السماء امام مرئى الكثيرين، فهل آمنت بذلك؟ مجئ الله في الجسد هو ليس لإظهار قوته وان يقول لنا انا الله فصدقوني لان هذه الحقيقة مثبته عند اللذين كانوا ينتظرونه اي اليهود وهم لهذا اليوم ينتظرون مجيئه كون الكثيرين لم يؤمنوا انه قد جاء في الجسد، الله لم يكن محتاجا ان يلبس الجسد وياتي لنا فقط ليقول "انا هو فصدقوني" بل هناك عمل عظيم مرتبط بالخطيئة كان يجب التعامل معه من خلال هذا الجسد بل والنبي اشعياء تنبأ عن العذراء بانها ستحبل وتلد ابنا ويدعى عما نوئيل والذي تفسيره "الله معنا" 
 
الرب يسوع المسيح وعد وقال "ان اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي هناك اكون في الوسط" لانه هو موجود في كل مكان فما ان تقدمت اليه بقلب ملئ بالأشواق لمعرفته والإيمان به الا وتعامل معك بشكل سريع. دعنا نخرج من مرحلة التشكيك ونبدأ بالبحث الجاد عن الحقيقة لان العمر يمضي والرب يحزن على كل انسان وصلته الأخبار السارة وقام بتقسية قلبه، فيذهب الى مصير مجهول.
 
- كما يسال سائل: لماذا الله تنازل كل هذا التنازل ولبس الجسد فهل يليق بخالق المسكونة ان يدخل في رحم احدى خلائقه، يولد ويجوع ويعطش ومن ثم يهان ويقتل؟ 
سؤال رائع والجواب بسيط .... لانه يحبك عزيزي المستمع الى المنتهى، ولكن البعض يخلط ما بين الله كروح والإنسان يسوع المسيح، ما معنى ان يلبس انسان شئ؟ اي انه يغطي جسده من خلال ذلك اللباس، اتحاد الله مع المسيح الانسان هو اتحاد من دون امتزاج كاتحاد الزيت مع الماء اي لا يمكن ان يذوب احدهم بالاخر، من هنا فان الذي كان يجوع ويعطش ويهان هو اللباس الخارجي والروح لا تتاثر بكل هذه الأمور.
 
كما يتكرر السؤال التالي: من كان يدير العالم حينما كان المسيح ميت في القبر لثلاثة ايام؟ اللباس نزل الى القبر ومات لثلاثة ايام والله حي متحد بذلك اللباس اي جسد المسيح لإتمام مهمة في القبر بالامكان معرفة تفاصيلها حينما تقرأ الانجيل المقدس بتمعن، لذلك الله كان يعمل ويدير المسكونة على الرغم من اتحاده بالجسد الميت لثلاثة ايام كونه غير محدود، كيف نعرف انه كان متحدا به وهو في القبر؟ كونه لم يدعه يرى فسادا بل اقامه في اليوم الثالث.
 
هذا الشئ صنعه الرب يسوع المسيح ليكون باكورة للقائمين من الاموات فالذي لديه روح المسيح سيقوم في يوم مجئ الرب فهل ترغب بالحصول على هذه الهدية؟ صلي معي "اشكرك يا الله لانك صنعت كل هذا الفداء العظيم لي شخصيا وانا راغب بالتعرف على تفاصيله بشكل أعمق كوني اتعثر بفهم الكثير من تفاصيله، فتعامل معي بمحبتك، اجتذبني لشخصك وعرفني طريق الحياة الابدية المضمون. امين"  
 
- كما يسأل سائل: هل من عدل الاله ان يتجسد ليراه بعض الناس ثم يلزم العالم ان يؤمنوا به من دون معاينة؟ عزيزي المستمع، هل جميع اللذين عاينوا الرب يسوع المسيح آمنوا به؟ الجواب كلا، اذا المعاينة ليست مقياس ... دعني أسألك السؤال التالي، كيف آمنت بالله؟ هل عاينته ام صدقت ما قيل عنه في الكتب المقدسة؟ ولكن دعني أقول لك ان المعاينة شئ جميل جدا فهل تعلم ان المسيح حي؟ وقادر ان يظهر لك ذاته في هذا اليوم؟ هناك الكثيرون في هذه الايام يتقابلون معه، يكلمهم، يشفيهم ويغير مجرى حياتهم نحو ملكوت السماء، فهل ترغب بمعاينته؟ اطلبه من كل القلب، تحدث اليه في خلوتك وانا أعدك بانه سيستجيب لك سريعا، مفتاح الاستجابة هو توجه قلبك، وجه قلبك لطلب المعرفة لا للتشكيك واثبات صحة معتقدك بل تجرد عن كل شئ واترك الباقي له.
 
السؤال الأخير لحلقة هذا اليوم: لماذا لم ياتي المسيح في بداية الخطيئة ليبرر العالم ولماذا ترك العالم في خطيئتهم لآلاف السنين وفيهم أنبياء؟  
عزيزي السائل لكل مشروع هناك تهيئة، تخيل ان الله بعد سقوط ابينا ادم مباشرة ياتي ويلبس الجسد ويفتدي الجنس البشري، ما الذي ستستفيده البشرية من درس السقوط كما ان الله يرغب للإنسان ان يكون شريكا في أمجاده، لذلك كان يجب اعداد أمة مقدسة تسير مع الله وتنجب الرب يسوع المسيح تكون قد ضاقت طعم عصيان الله وباتت تائقة للخلاص وعارفة قيمته. هل اتقياء العهد القديم هلكوا؟ الجواب كلا بل كل انسان منذ سقوط ابينا ادم لغاية مجئ المسيح مات بالايمان فقد حضي بالملكوت، لنستمع لهذا النص
 

في ذلك اليوم جاء اليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسالوه: «يا معلم قال موسى: ان مات احد وليس له اولاد يتزوج اخوه بامراته ويقم نسلا لاخيه. فكان عندنا سبعة اخوة وتزوج الاول ومات. واذ لم يكن له نسل ترك امراته لاخيه. وكذلك الثاني والثالث الى السبعة. واخر الكل ماتت المراة ايضا. ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة؟ فانها كانت للجميع!» فاجاب يسوع: «تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء. واما من جهة قيامة الاموات افما قراتم ما قيل لكم من قبل الله: انا اله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب. ليس الله اله اموات بل اله احياء». فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه. متى ٢٢: ٢٣-٣٣

لاحظ كيف ان الله فخور برجال العهد القديم ابراهيم واسحق ويعقوب، لذلك كل صديق مات بالايمان فقد حضي بوعود الرب يسوع المسيح بعد قيامته في اليوم الثالث. عزيزي المستمع الايمان المسيحي ليس بالشئ الهين بل يصعب علينا ادراكه بفكرنا المحدود وقد أكد هذه الحقيقة الرب يسوع المسيح نفسه من هنا وعد الذين يقبلونه ان يمنحهم روح الله القدوس القادرة على فتح بصيرتهم الروحية وملئ الفراغات،
 
اصلي ان تكون إجاباتنا سبب بركة لحياتكم والاخرين ودمتم في محبة الله

 

 

هل لديك استفسار؟ اكتب لنا رايك على من خلال This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.