ياتي ويشفي عبده
« ولما اكمل اقواله كلها في مسامع الشعب دخل كفرناحوم. وكان عبد لقائد مئة مريضا مشرفا على الموت وكان عزيزا عنده. فلما سمع عن يسوع ارسل اليه شيوخ اليهود يساله ان ياتي ويشفي عبده. فلما جاءوا الى يسوع طلبوا اليه باجتهاد قائلين: «انه مستحق ان يفعل له هذا لانه يحب امتنا وهو بنى لنا المجمع». فذهب يسوع معهم. واذ كان غير بعيد عن البيت ارسل اليه قائد المئة اصدقاء يقول له: «يا سيد لا تتعب. لاني لست مستحقا ان تدخل تحت سقفي. لذلك لم احسب نفسي اهلا ان اتي اليك. لكن قل كلمة فيبرا غلامي. لاني انا ايضا انسان مرتب تحت سلطان لي جند تحت يدي. واقول لهذا: اذهب فيذهب ولاخر: ائت فياتي ولعبدي: افعل هذا فيفعل». ولما سمع يسوع هذا تعجب منه والتفت الى الجمع الذي يتبعه وقال: «اقول لكم: لم اجد ولا في اسرائيل ايمانا بمقدار هذا». ورجع المرسلون الى البيت فوجدوا العبد المريض قد صح. لوقا 7: 1-10
يوضِّح القدِّيس الذهبي الفم أنه قد تمَّت اللقاءات الثلاثة، لقاء الجماعة من شيوخ اليهود وإرساليّة القائد نفسه، وأن الإنجيلي متَّى اِكتفي باللقاء الثالث، أما لوقا فاكتفى باللقاءين الأول والثاني. ويعلِّل ذلك بأن قائد المائة في إيمانه بالسيِّد المسيح أراد الانطلاق إليه يسأله شفاء عبده، لكن شيوخ اليهود بدافع الحسد لئلاَّ يُعلن قائد المائة إيمانه أمام الجماهير، ذهبوا هم إليه ليأتوا به إلى بيت القائد تحت مظهر عمل الرحمة، قائلين: "لأنه يحب أُمَّتنا، وهو بنَى لنا المجمع" . لكن الرب العارف بأسرار القلوب اِنتظر حتى تأتي الإرساليّة، بل ويأتي القائد نفسه ليمجِّده بسبب إيمانه!