انت هو الاتي ام ننتظر اخر

« فاخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله. فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وارسل الى يسوع قائلا: «انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» فلما جاء اليه الرجلان قالا: «يوحنا المعمدان قد ارسلنا اليك قائلا: انت هو الاتي ام ننتظر اخر؟» وفي تلك الساعة شفى كثيرين من امراض وادواء وارواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين. فاجاب يسوع: «اذهبا واخبرا يوحنا بما رايتما وسمعتما: ان العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون. وطوبى لمن لا يعثر في». لوقا 7: 18-23

لا ننكر أن يوحنا كان حميد الخصال. مقطوع النظير فضلًا ونُبلًا، بلغ درجة عظيمة في البرّ والصلاح يستحق عليها المدح والثناء، إذ وصفه السيِّد بالقول المأثور: "لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان"(مت 11: 11) ولكن رغمًا عن كل هذا لم يكن المعمدان من فوق، بل كان أرضيًا مثله مثلنا.

فترون إذن أن تلاميذ يوحنا إذ لم تتطهَّر قلوبهم بعد من أمراض اليهود الوبيلة، نسبوا ليوحنا ما رأوه في المسيح من قوّة إلهيّة... أما يوحنا فقد أدرك مكانة المسيح السامية، وسِرَّ كل السرور بالإشارة إلى مجد السيِّد العظيم، وحتى يطهِّر يوحنا قلوب تلاميذه من أدران الشكوك والريب، ويقرِّبهم إلى شمس البرّ إله المجد الرب يسوع المسيح، قبِل أن يتنكَّر يوحنا تحت زي الجهل والسذاجة، وأوفد رسله إلى المسيح ليسألوه: "أنت هو الآتي أم ننتظر آخر".