ما عسى ان يكون هذا المثل؟
فساله تلاميذه: «ما عسى ان يكون هذا المثل؟». فقال: «لكم قد اعطي ان تعرفوا اسرار ملكوت الله واما للباقين فبامثال حتى انهم مبصرين لا يبصرون وسامعين لا يفهمون. وهذا هو المثل: الزرع هو كلام الله والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم ياتي ابليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا. والذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم اصل فيؤمنون الى حين وفي وقت التجربة يرتدون. والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينضجون ثمرا. والذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر. لوقا 8: 9-15
1- إستخدم السيد المسيح الأحداث التي يرونها تجرى أمامهم، مثل الزارع الذي خرج ليزرع أو الصياد الذي يصطاد.... إلخ. فالصور التي تجرى أمام عيونهم تُثَبِّت المفهوم التعليمى الذي يريده السيد. ولو كان السيد المسيح موجوداً اليوم لضرب أمثال من حياتنا اليومية. وهذه طريقة لنتأمل أعمال الله، فلنتأمل فيما حولنا من أحداث لنرى حكمة الله ولنرى يد الله. ولقد إتبعت الكنيسة المقدسة نفس أسلوب السيد المسيح فمثلاً تقرأ الكنيسة هذا الفصل للزارع الذي خرج ليزرع في شهر هاتور شهر الزراعة، بنفس المفهوم الذي إستخدمه السيد المسيح. وفي أعياد إستشهاد القديسين تقرأ فصولاً عن الإضطهادات والآلام، ثم نسمع سيرة الشهيد وتُرسم أمام عيوننا.
2- المثل هو شرح لأمر يصعب فهمه وهذا يتضح من كلمة مثل، وهو قد يكون مجرد تشبيه أو قصة من الواقع اليومى لتوضيح حقيقة روحية. فالقصص والأمثال التي من واقع الحياة تؤثر في الناس أكثر من الوعظ. أما التلاميذ فأعطاهم المسيح أكثر من القصص وعظًا فهو يعرف اهتمامهم.
3- استخدم السيد المسيح أمثال للمشابهة كمثل رقعة الثوب الجديد على الثوب القديم.... وهناك مثل للمناسبة كمثل الزارع.. وهناك مثل بالقصة الموضِّحةَ كمثل السامري الصالح والغنى الغبى وقاضى الظلم وهنا في هذه القصص يوضح السيد حقائق روحية في صورة قصة.