اتكئوهم فرقا خمسين خمسين
ولما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم وانصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله والمحتاجون الى الشفاء شفاهم. فابتدا النهار يميل. فتقدم الاثنا عشر وقالوا له: «اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء». فقال لهم: «اعطوهم انتم لياكلوا». فقالوا: «ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة وسمكتين الا ان نذهب ونبتاع طعاما لهذا الشعب كله». لانهم كانوا نحو خمسة الاف رجل. فقال لتلاميذه: «اتكئوهم فرقا خمسين خمسين». ففعلوا هكذا واتكاوا الجميع. فاخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهن ثم كسر واعطى التلاميذ ليقدموا للجمع. فاكلوا وشبعوا جميعا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر: اثنتا عشرة قفة.لوقا 9: 10-17
هذه المعجزة هي المعجزة الوحيدة التي يدونها البشيرون الأربعة لأهميتها. فهذه المعجزة، معجزة إشباع الجموع بالخبز هي إشارة لشخص المسيح المشبع الذي به نستغنى عن العالم وهي رمز لسر الإفخارستيا الذي يعطينا السيد فيه جسده على شكل خبز، ويشبعنا كلنا به. لذلك قبل إتمام معجزة إشباع الجمع شفى السيد مرضاهم (مت14: 14) كما غسل السيد أرجل تلاميذه قبل العشاء الرباني وفي هذا إشارة لإلزامنا بالتوبة والاعتراف قبل التناول وذلك لأنه بالتوبة والاعتراف تشفى النفس من مرضها الروحي فتتأهل لتقبل الجسد المقدس ولذلك من يقدم توبة حقيقية يفرح بالتناول