عبرانيين 1-1
آية 1: "اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ."
كلم = كلمة الله لها قوة فعالة (إش10:55، 11). وكانت أقوال الأنبياء تتم في الحال (1مل1:13-5) + (2مل23:2، 24) + (2مل9:1، 10) فالنبوة كانت كلمة الله المنطوقة.
بالأنبياء = الأنبياء شهدوا للمسيح وأعلنوا شخصه وعمله بل إن شهادة يسوع هي روح النبوة (رؤ10:19) والنبي هو من يسمع قول الرب بأذنه المفتوحة ويرى رؤيا القدير بعينه المكشوفة ويخبر بما يسمع ورأى ولأنه يسمع ويتكلم يسمى نبي ولأنه يرى ويخبر يسمى رائي. والأنبياء أعدوا الطريق للمسيح فجعلوا الشعب ينتظر مجيئه والنبوات أعلنت كل شيء عن المسيح ولكن ظل شخص المسيح غامضا (2بط19:1) + (لو25:24-27) حتى جاء المسيح ورأينا فيه تحقيق كل النبوات فمثلا من كان يدرى أن رجل الأوجاع هو المسيح أو أن ملاك العهد هو المسيح أو أن الصخرة هي المسيح (1كو4:10).
بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ = الله كلم آدم وقايين ونوح وإبراهيم وموسى وكلم أنبياء مرات عديدة. كلمهم بالرؤى والأحلام، بالأوريم والتميم، بالأمثال على يد الأنبياء وبواسطة الملائكة. بل تكلم مع موسى فما لفم. وكان الله يعلن جزء من الحقيقة لكل واحد بقدر ما يحتمل. ولكن في المسيح ظهر استعلان الله بالكامل. فخروف الفصح وعمود السحاب وعمود النار والصخرة والمن والحية النحاسية... إلخ هذه كلها إعلانات تحققت وظهرت في المسيح الذي قال أنا هو النور، أنا هو الخبز. الآباء والأنبياء نقلوا من الله لشعوبهم كلمة. أما المسيح الابن فنقل لنا ورأينا فيه الله ذاته. فالمسيح هو الله متكلما في ابنه. وهذا هو الاستعلان الكلى والكامل لله في ذاته وصفاته الجوهرية. في محبة المسيح وغفرانه وتواضعه ووداعته رأينا صورة محبة الله وغفرانه وتواضعه.. في معجزات السيد المسيح رأينا إرادة الآب من نحو البشرية ففي إقامة الموتى رأينا إرادة الله في أن تكون لنا حياة أبدية. وفي تفتيح عيون العمى رأينا إرادة الله أن تكون لنا رؤية له ولأمجاد السماء وهكذا.