عبرانيين 1-5
آية 5: "لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟"
أنت ابني أنا اليوم ولدتك = هذه الآية من المزمور الثاني لداود.
أنت ابني = هذه تشير لولادة المسيح الأزلية من الآب "نور من نور إله حق من إله حق".
أنا اليوم ولدتك = هذه تشير ليوم ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم. ونلاحظ أن قوله أنت ابني يسبق قوله أنا اليوم ولدتك لأن ولادته الأزلية تسبق ولادته بالجسد. ولكننا كنيسة المسيح نحن أعضاء جسده من لحمه ومن عظامه (أف30:5) لذلك فقوله أنا اليوم ولدتك تشير لميلاد الكنيسة. هنا الآب يخاطب البشرية التي حملها المسيح فيه ولذلك فكلمة اليوم يتسع معناها لتشمل الآتي بالإضافة ليوم ميلاد المسيح بالجسد.
- يوم عماد المسيح : فعماد المسيح كان لحسابنا فنحن أيضًا سنولد من الماء والروح ولادة جديدة. وفيه حل الروح القدس على جسد المسيح. لذلك قال الآب هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. في المعمودية نموت بخليقتنا القديمة مع المسيح لنقوم معه بخليقة جديدة. نزول المسيح للماء كان يشير لقبوله الموت عنا، وخروج المسيح من الماء كان يشير لقيامته. فالمسيح قَبِلَ العماد ليؤسس سر المعمودية. وكل من سينزل الماء في المعمودية يعطيه الروح القدس أن يموت مع المسيح، وأن يقوم معه متحدا به (رو6). يخرج من المعمودية إبنا لله في المسيح يحيا بحياة المسيح. وهذا يتم بطريقة سرية غير مرئية لذلك نسميه سر العماد.
- يوم العماد، عماد المسيح سمعنا الآب يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت17:3) + (مر11:1) + (لو 22:3) فهو فرحة الآب برجوع أولاده (أي الكنيسة جسد المسيح عدنا إلى حضن الآب كأبناء له في ابنه الوحيد الجنس) إليه. ويوم عماد المسيح كان هو البداية لذلك فالمسيح رسم في هذا اليوم المعمودية لتكون موتا معه وقيامة معه.
- يوم قيامة المسيح: راجع (رو4:1). فيوم قيامة المسيح من الأموات تمجد الابن. وفي هذا اليوم إستعلنت بنوة الابن للآب وأنه الحي الذي لا يموت بل هو الذي داس الموت. وبالقيامة صار للبشر أن يقوموا أيضًا ويكونوا أبناء في الميراث السماوي.
- يوم حلول الروح القدس وميلاد الكنيسة وتأسيسها.
أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا = راجع (2صم13:7، 14)+ (1أى12:17، 13) هنا بولس الرسول يقتبس بإرشاد الروح القدس هذه الآية التي قالها الله لداود النبي عن ابنه ويفهم من المعنى المباشر أنه يتكلم عن سليمان، ولكن بالتدقيق نفهم أنه يتكلم عن المسيح ابن داود بالجسد الذي كان سليمان رمزًا له. وسليمان هو الذي بنى الهيكل، كما أن المسيح بنى هيكل جسده أي الكنيسة (يو21:2) وبهذا يتفق النصف الثاني من الآية "هو يكون لي إبنا" مع النصف الأول "أنا اليوم ولدتك" في أن الحديث هو عن بنوة الكنيسة للآب بواسطة المسيح.
ولكن المعنى المباشر للآية يأتي في مجال المقارنة بين المسيح والملائكة، فمَن مِن الملائكة قال له الله مثل هذا، مَن مِن الملائكة مجده الله هكذا
المصدر: موقع الانبا تكلا