عبرانيين 1-9
آية 9: "أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ»."
أحببت البر وأبغضت الإثم = الله يحب البر ويبغض الإثم لدرجة احتماله للصلب الذي به حمل خطايانا ومات ليعطينا أن نتبرر. وهو وحده بلا خطية.
مَسَحَكَ إِلهُكَ = كلمة مسحك تعنى كَرَّسَكَ وخصصك لهذا العمل المبهج للآب وللبشرية ولأنه عمل مبهج فأسماه بزيت الإبتهاج. هو مسح منذ الأزل أي تحدد أن عمل الخلاص سيكون عمل الابن ووظيفته منذ الأزل وذلك في خطة الله لخلاص البشرية وذلك بأنه سيتجسد ويقدم نفسه ذبيحة. فالآب يريد خلاصنا والابن يحقق هذا الخلاص فالآب يحبنا كما الابن. ولكن قوله مسحك بزيت تشير أيضًا لحلول الروح القدس على المسيح يوم العماد (إش1:61) + (أع27:4) + (أع38:10) وحلول الروح القدس يحمل السرور والإبتهاج إلى من يعطى له = فهو زيت الإبتهاج + ومن ثمار الروح الفرح (غل22:5) وقوله مَسَحَكَ إِلهُكَ = مسحك أبيك الذي هو من ناحية الناسوت إلهك.
أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ = حلول الروح القدس على المسيح كان لحساب الكنيسة فبعد صعوده وفي يوم الخمسين حل الروح القدس على كل الشعب. ولكن هل حلول الروح القدس على المسيح سيكون بنفس القدر مثل باقي الشعب؟ طبعا لا. فالمسيح حل عليه الروح القدس بالكامل، لم يوهب الروح بقدر معين. أما بالنسبة لنا فالروح القدس يعطى لنا بقدر معين، وبقدر ما نجاهد نمتلىء لذلك يقول الرسول "إمتلئوا بالروح ويقول لتلميذه تيموثاوس "أذكرك أن تضرم أيضًا موهبة الله التي فيك بوضع يديَّ" (2تى6:1) ولذلك رأينا في حلول الروح القدس على المسيح أنه حل على هيئة حمامة (هيئة كاملة) ، أما في حلوله على التلاميذ فكان على هيئة ألسنة نار منقسمة على كل واحد حسب ما يحتمل.
المصدر: موقع الانبا تكلا