عبرانيين 2-6-8
الآيات6-8: "6لكِنْ شَهِدَ وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلًا: «مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ؟ أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ 7وَضَعْتَهُ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَأمَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. 8أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ."
راجع مع (مز4:8-6). ولقد قال داود النبي هذا المزمور قاصدًا أن الله خلق الإنسان وأعطاه سلطانًا على الخليقة ولما فقد السلطان بسبب الخطية أعاده المسيح له ثانية بصليبه. ولكن بولس الرسول رأى في هذه الآيات أن المسيح هو المقصود وأنه في تجسده وضع قليلًا عن الملائكة، بسبب آلامه وإهانته وصلبه وموته، كان كأنه أقل من الملائكة. ولكنه فعل هذا ليقدس الإنسان ويعيده للمجد السماوي و ليخضع العالم لله أبيه. وفي آية (6) يتعجب داود من هو الإنسان حتى تصنع له كل هذا وتفتقده. وفي 7 يشير داود أن الله وضع الإنسان قليلًا عن الملائكة ولكنه أعاده لمجده. لكن كما قلنا فهذه الآية رآها بولس الرسول أنها تشير لتجسد المسيح و اتضاعه ثم تمجيد الآب له (يو12: 28). ورأى بولس فيها أن الآب أعطاه مجدًا و كرامة بجسده المتحد بلاهوته وملَّكه على كل الخليقة. وفي (8) يقول أن الآب أخضع كل شيء له. ولكننا نرى هناك استثناء أي الإنسان، فنحن نرى أن ليس كل البشر قد عرفوا المسيح وخضعوا له، بل هم طاردوه وصلبوه، بل حتى الآن يرفضون الإيمان به والخضوع له. الإنسان هو الخليقة الوحيدة التي تتمرد على الله.
المصدر: موقع الانبا تكلا