عبرانيين 2-12

آية 12: "قَائِلًا:«أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ»."

هذا النص مقتبس من المزمور الماسيانى 22 الذي يتحدث عن الصليب وبدايته "إلهي إلهي لماذا تركتني". فبالصليب تأسست الكنيسة التي رأسها المسيح. والمسيح في وسط كنيسته دائماً، بل آخر مشهد رأيناه في (مت29:26، 30) المسيح يسبح مع تلاميذه.

وكان تسبيح المسيح مع تلاميذه بعد تأسيسه لسر الإفخارستيا (سر الشكر) فالتلاميذ ما كانوا فاهمين ما حدث وماذا أعطاه لهم المسيح، لقد أعطاهم سر الحياة الأبدية. وهو يقدم معهم التسبيح والشكر بالنيابة عنهم فهم لم يدركوا ما أخذوه. وبنفس المنطق تسبح الكنيسة في أثناء التوزيع لتشكر وتسبح على سر الحياة الذي حصلنا عليه.

المسيح يقود قلوبنا للتسبيح، فحين نتقدس يلهج فمنا بتسبيح الآب الذي أدركنا محبته وأسراره الإلهية غير المدركة. أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ = (مز22:22، 25) الاسم هو اسم الآب (يو6:17). والإسم هو تعبير عبرى عن الشخص، فالمسيح أعلن الآب لنا، وحينما ندرك عظم محبة الآب، علينا أن نسبحه . وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ = المسيح في وسط الكنيسة دائماً (مت18: 20) أُسَبِّحُكَ = المسيح كرأس للكنيسة أعلن للكنيسة اسم الآب أي أعلن ما لم يكن معلناً (يو1: 18). أعلن لنا محبة الآب. والروح القدس الآن يشهد لنا عن حب الآب فنسبحه. المسيح كرأس للكنيسة يقول أسبحك. فالمسيح بعد أن أخذ جسدنا أصبح يتكلم بلغة البشر. والمسيح يسبح في (مت29:26، 30) بعد تأسيس سر الإفخارستيا ويشكر في تأسيس السر لأننا حقيقة لا ندرك ما حصلنا عليه من حياة ومجد بسبب هذا السر. المسيح بفدائه اتحد بنا، وبسبب هذا الإتحاد سكن فينا الروح القدس، والروح القدس يفتح أعيننا على من هو المسيح وما عمله المسيح، ويضع الروح القدس كلمات التسبيح والشكر على ألسنتنا وفي قلوبنا إذ أدركنا ورأينا بقلوبنا عظم ما عمله المسيح لنا.

 

المصدر: موقع الانبا تكلا