عبرانيين 3-1

آية 1: "مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ."

ترجمة توضيحية للآية "لاحظوا يسوع رسول ورئيس كهنة اعترافنا". اعترافنا = إيماننا.

أيها الأخوة القديسون = أليسوا هم أخوة للمسيح وأعضاء جسده وهو اشترك في لحمنا ودمنا ولكن ليس معنى هذا أن الكل صاروا قديسين، فالسيد المسيح قال لتلاميذه "والآن كلكم طاهرين ولكن ليس كلكم" (فيهوذا كان في وسطهم).

شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ = هي دعوة سماوية نتمتع فيها بالمسيح السماوي ولتكون حياتنا الأبدية مع الله ومع شركة القديسين في تسبيح يدوم للأبد في السماء. هي دعوة لنرث الخيرات السماوية. ولكن هي دعوة وهناك من يرفضها. والمسيح أعطانا أن نحيا السماويات على الأرض إذ "طأطأ السموات ونزل" (مز18: 9). وأعطانا وعدا أنه وسطنا دائما، وحيثما يوجد المسيح توجد السماء (مت18: 20 + مت28: 20). لذلك يقول الرسول أن سيرتنا (مواطنتنا أو جنسيتنا) هي في السماء" (فى3: 20).

رَسُولَ وَرَئِيسَ كَهَنَهِ = رسول هذه تشير للتجسد ورئيس كهنة تشير لذبيحة الصليب هنا المسيح يجمع وظيفتين رسول "مثل موسى" ورئيس كهنة (مثل هارون) (راجع مت15: 24)+ (يو17:3). هنا نرى المسيح مرسلاً بالجسد، ليؤسس عهدا جديدا بدمه كرئيس كهنة يقدم ذبيحة جسده، والمسيحي يعترف ويؤمن بأن هذا هو طريق الخلاص.

رئيس كهنة اعترافنا = اعترافنا أي إيماننا. فغاية رسالة المسيح هي إعلان إيماننا. وهو رئيس كهنة هذا الإيمان الجديد. فإن كان العبرانيون قد حرموا من الكهنوت اللاوي ورئيس الكهنة اليهودي فهم يتمتعون الآن برئيس كهنة سماوي على مستوى إلهي، يقدم حياته فدية عن شعبه، وهو ليس رئيس كهنة على ناموس موسى بل رئيس كهنة سماوي حسب الإيمان الجديد. ويسمى الإيمان هنا اعتراف لأن الإيمان مرتبط جوهريًا بالاعتراف بالله وبابنه.

لاحظوا = أي انتبهوا ذهنيًا لتعرفوا المسيح رئيس الكهنة معرفة حسنة.

لماذا يسمى الإيمان هنا إعتراف؟ هم كما قلنا من أصول يهودية، ويفكرون في الارتداد ظنا منهم أن اليهودية أسمى مقاما. وربما خجلوا من الإعتراف بإيمانهم الجديد أمام اليهود. وحتى يشجعهم يشرح لهم سمو المسيح والمسيحية ليعترفوا بالمسيح بلا خجل أو تردد.

 

المصدر: موقع الانبا تكلا