عبرانيين 3-3

آية 3: "فَإِنَّ هذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلًا لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَأمَةٍ   أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ."

قال رب المجد "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه .. وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو2 : 18-21). أراد الله أن يكون هناك وحدة فجبل حواء من آدم والأولاد من كليهما أي الكل من آدم، وكان من المفروض حسب القصد الإلهي أن يكون آدم ونسله في الابن والابن في الآب (راجع تفسير يو17 : 20 - 21). وكان هذا الوضع قبل الخطية. أما الخطية فقد فصلتنا عن الابن وبالتالي عن الآب. بل فصلتنا عن بعضنا البعض وقام الأخ على أخيه وقتله = أي فسدت الخليقة. وقصد الله لا يمكن أن يسقط. فجاء المسيح الابن ليعيد هذه الوحدة كما قصدها الله منذ البدء، بأن اتحد بنا جسديًّا عن طريق المعمودية والإفخارستيا وجعلنا أعضاء جسده، وصارت لنا حياته عوضا عن الحياة التي أخذناها من آدم، وحلَّ المسيح بالإيمان في قلوب المؤمنين، صار المسيح يحيا فينا (1كو6 : 15 + أف5 : 30 + فى1 : 21 + أف3 : 17 + غل2 : 20). وشبه الرسولان بطرس وبولس هذا بأن المسيح بنى له بيتا ليسكن فيه (1بط5:2+ 1كو16:3). وكل منا صار حجرًا حيًّا في هذا البيت، الحياة التي في كل حجر مِنّا هي حياة المسيح نفسه. وهذا البيت هو ما قال عنه المسيح هيكل جسده الذي سوف يبنيه في ثلاثة أيام. أما موسى فكان حجرا حيا في هذا الهيكل أو قل في هذا البيت. وتنبأ سليمان عن هذا البيت الذي يسكنه المسيح (راجع تفسير نش1 : 12 ، 17).

المسيح كان أمينًا وموسى كان أمينًا. ولكن عليكم أن تعرفوا أن المسيح استحق مجدًا أعظم من مجد موسى. فموسى جزء من بيت الله الذي خلقه المسيح. فالمسيح هو الخالق لكل البيت الذي من ضمنه موسى. هو خلقنا وجدد خلقتنا. فمجد الخالق بانى البيت أعظم من مجد البيت نفسه. بانى البيت = الخالق وصانع التدبير بأكمله.

 

المصدر: موقع الانبا تكلا