الراحة في المسيح

هذه تتم على 3 مراحل:

  1. ونحن على الأرض يعطينا الروح القدس تعزيات تكون كندى ينزل على أوراق الشجر وسط حرارة الشمس الحارقة (التجارب وآلام هذا العالم) فلا تحترق الأوراق(راجع إش18: 4).
  2. بعد الإنتقال تبدأ راحة حقيقيةفي الفردوس للروح والنفس والجسد.

                     أ‌.            راحة الجسد = فلا أمراض ولا آلام في الجسد.

                 ب‌.            راحة النفس = فلا قلق ولا حزن ولا هم ولا اكتئاب.

                 ت‌.            راحة الروح = وهذا في قربها من الله لانعدام فرص الخطية فما كان يبعد الإنسان عن الله هو الخطية الناشئة عن ضعف الجسد.

  1.             الراحة في المجد حين يلبس الإنسان الجسد الممجد بعد المجيء الثاني.

فالمسيح هو سر الراحة الحقيقية فيه يستريح الآب ونستريح نحن أيضاً. في راحته نجد راحتنا بأن نستقر في أحضان الآب السماوي. والآب إرتاح في الابن لطاعته. وكإشارة لراحة الآب بسبب طاعة الابن الذي قدَّم نفسه ذبيحة فأعادنا إلى أحضان الآب نسمع:- 1- عند تقديم ذبائح المحرقات (لا1) يقول عنها "وقود رائحة سرور للرب". وعند تقديم نوح لمحرقته "تنسم الرب رائحة الرضا" (تك8: 21). فتقديم المسيح نفسه كمحرقة على الصليب في طاعة كاملة نُحسب فيه طائعين.

2- عند معمودية المسيح في الأردن، وبها نعود لأحضان الآب يقول الآب "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".

فكانت طاعة المسيح هي بداية عودتنا لأحضان الآب ودخولنا للراحة، لكن يلزمنا الاجتهاد حتى لا تفلت منا هذه الراحة = يرى أحد منكم أنه قد خاب منه كما حدث مع اليهود وحرموا من دخول أرض الميعاد. ولنلاحظ أن كل وعد بالراحة في العهد القديم كان يرمز للراحة في المسيح التي ستكمل في الأبدية. لأن راحة السبت أو راحة كنعان لم تحقق الراحة الكاملة للشعب. لكن هذه الراحة ستكمل في المسيح الذي يكمل كل أعواز الإنسان من جهة محبة الله ومقاصده الحلوة لنا. فلنخف = هو يكلم العبرانيين حتى يخافوا من ارتدادهم عن الإيمان.

ونلاحظ أن الرسول بعد ما قارن بين المسيح وموسى نجده هنا يقارن بين المسيح ويشوع، فيشوع أدخلهم للراحة الزمنية في كنعان. ولكن هذه الراحة الزمنية ليست هي كل قصد الله لشعبه، بل الله يُعِّد لهم راحة أبدية.

نحن نحسب كاملين وبلا لوم وبلا دينونة، إن ثبتنا في المسيح الكامل (كو1 : 28 + أف1 : 4 + رو8 : 1). وبنفس المفهوم نحن في المسيح نحسب طائعين. ونحن نصبح ثابتين في جسد المسيح إن سلكنا حسب الروح ولا نسلك بحسب شهوات الجسد الخاطئة (رو8 : 1). والروح القدس يعطى معونة هي النعمة لنسلك بحسب الروح وليس بحسب الجسد، وهذا لمن يجاهد أي يغصب نفسه (مت11 : 12) على السلوك بالروح وليس بالجسد. والآن بالمعمودية نصير أعضاء في جسد المسيح، الكنيسة كلها تصبح جسد المسيح، والمسيح رأس الكنيسة جسده، ويأتي بها للآب في حالة طاعة وخضوع كما أرادها الآب من البدء (1كو15 : 28). وهذا هو السبب في فرحة الآب يوم معمودية المسيح، يوم أسس المسيح بمعموديته سر المعمودية الذي به نصير أعضاء في جسده فنعود إلى حضن الآب كأبناء للآب في ابنه المسيح.

 

المصدر: موقع الانبا تكلا