عبرانيين 6-1-3
لِذلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ، لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضًا أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، 2تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَأمَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ، 3وَهذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ اللهُ."
لذلك = قوله لذلك يعنى أنه ربما لم تجدوا من يعلمكم فسأقوم أنا بذلك.
تاركون = تفيد في أصلها اللغوي الترك للتقدم. والمعنى أنه بالرغم من تدهوركم في مستواكم الروحي وقد صرتم كأطفال روحيين وعدم فهمكم إلا أنى سأترك الحديث عن الأساسيات وأدخل في الحديث عن التعاليم الكاملة للكاملين = لنتقدم إلى الكمال. لذلك علينا أن نفهم أن المسيحية هي إمّا تَقَدُم نحو الكمال أو هي تَقَهْقُر وموت. (يو12: 35) + (فى3: 12-14). لنتقدم = تحمل معنى محمولين وهذا ما يؤمِّن مسيرتنا. فلنجاهد والله سيحملنا للكمال. والرسول هنا يضع ستة بنود كأساسيات للإيمان المسيحي. كل اثنين مرتبطين معًا. وهذه الأساسيات لا تحتاج إلى تفسير فهي الحروف الأبجدية للمؤمن. ونلاحظ فيها منهج التدرج فالتوبة تسبق الإيمان وكلاهما يسبق المعمودية وبعد المعمودية وضع اليد وتأتى القيامة بعد المعمودية. فالمعمودية تعطى حياة مقامة مع المسيح. وفي نهاية حياتنا الدينونة. والإنسان المقام مع المسيح يحيا في هذه الدنيا وعينه على الدينونة ونجد في النقاط التالية 1-6 هذا الترتيب
1، 2 :- التوبة والإيمان:- بدأ بالتوبة فلا إيمان حقيقي بدون توبة (يع14:2، 18). وكان المؤمن يقدم توبة ويعلن إيمانه قبل أن يعمدوه.
3، 4 :- المعمودية ووضع الأيادي:- من أساسيات الحياة المسيحية أن يتقبل الإنسان الدفن مع المسيح في المعمودية لينعم بالحياة المقامة معه. أي ينال حياة جديدة في المسيح (رو4:6) وينعم بحلول الروح القدس خلال وضع الأيادي ليصير الإنسان هيكلًا مقدسًا.
5، 6 :- قيامة الأموات والدينونة الأبدية:- القيامة هي رجاء كل مؤمن حيث ينعم الجسد والروح بالحياة الأبدية على مستوى ملائكي ويحيا مترقبًا الدينونة الأبدية لينال إكليله.
1، 2 :-يمثلان الأساس الذي تقوم عليه حياتنا، الإيمان الحي المعلن خلال التوبة من الأعمال الميتة.
3، 4 :- يمثلان إمكانية عمل الله فينا أي التمتع بالبنوة وسكنى الروح القدس فينا.
5، 6 :- هما رجاء المؤمن بدونهما يفقد طريقه ويتحطم باليأس.
وقوله الْمَعْمُودِيَّاتِ = أي هو لم يدخل في الأساسيات ليشرح الفروق بين الغسلات والتطهيرات اليهودية وبين معمودية يوحنا المعمدان وبين معمودية المسيح.
وَهذَا سَنَفْعَلُهُ إِنْ أَذِنَ اللهُ = هو لم يعود في رسالة العبرانيين لشرح هذه المسائل وربما كان ناوياً أن يشرح هذا لهم في زيارته المرتقبة. (عب13: 23).
المصدر: موقع الانبا تكلا