عبرانيين 8: 8

لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِمًا:«هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا."

لاَئِمًا = الله يلومهم لأنهم قصروا في حفظ الناموس. ويلومهم على عدم محبتهم الذي يظهر في عدم طاعتهم، وهم لا يدرون كم الحب الذي في قلب الله تجاههم، وما يُعِدَّه الله لهم من خلاص في المستقبل بصليب ابنه. الله يلومهم لأنهم لم يكتشفوا محبته لهم وأن وصاياه هي لأجلهم ولتكون سببا في أن تكون لهم حياة أبدية. مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا = هذه النبوة كتبها إرميا النبي (إر31:31–34). وكان وقتها إسرائيل في خصام مع يهوذا وكان إسرائيل في السبي ويهوذا قريب من السبي. والمعنى أن العهد الجديد فيه سيصالح الله الجميع كما وسيتصالح الجميع مع بعضهم كما يتصالح إسرائيل مع يهوذا. ونلاحظ أن إسرائيل هنا تشير للأمم ويهوذا تشير لليهود. والمسيح أتى ليجعل الاثنين واحدًا (أف2 : 14) وإسرائيل ذهبت للسبي وسط الأمم وكان ذلك عقابا لوثنيتها فصارت كالأمم . المسيح بكهنوته سيجمع كنيسته كجسد واحد ، يجعل الجميع "خبز واحد وجسد واحد" (1كو10 : 17) .

عَهْدًا جَدِيدًا = غاية الكتاب المقدس أن يدخل الله في عهد مع الإنسان:

  1. فحينما سقط آدم أعطاه الله وعدًا فقط أن نسل المرأة يسحق رأس الحية.
  2. عهد بواسطة علامة طبيعية = وكان هذا لنوح والعلامة كانت قوس قزح.
  3. عهد بعلامة في الجسد = وكان هذا مع إبراهيم والعلامة كانت الختان.
  4. عهد الدم = وكان هذا مع موسى من خلال الذبائح. وكان ذلك على جبل سيناء بعد أن أخرجهم الله من أرض العبودية ليدخل بهم إلى أرض العهد. وبعد كل هذا عبدوا العجل وخانوا العهد وعبدوا آلهة وثنية. ثم ظهر الأنبياء، واشتهى الأنبياء بل رأوا من بعد عهدًا جديدًا تنبأوا عنه (أر31:31-34).
  5. العهد الجديد = وهذا لم يسجل على ألواح بل على قلوبنا بالمحبة ويمس حياتنا الداخلية حيث ملكوت الله فينا. والله نفسه يكون معلمنا. يتقدم المسيح ليس كخارج عنا بل هو دخل إلى حياتنا ليغير طبيعتنا ويجددها بالروح القدس فنحن مخلوقين فيه قائمين فيه لا سلطان للخطية علينا.

المصدر: موقع الانبا تكلا