عبرانيين 11: 24-29
بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلًا بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ. بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ الْمَلِكِ،لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى. بِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ كَمَا فِي الْيَابِسَةِ، الأَمْرُ الَّذِي لَمَّا شَرَعَ فِيهِ الْمِصْرِيُّونَ غَرِقُوا."
مُوسَى: موسى كان كلما كبر يشتد حنينه لوطنه الموعود الذي رضع حبه من أمه وأخته وآمن بصدق مواعيد الله عنه. وأحب شعبه وحينما انحاز للعبراني المظلوم كان هذا بمثابة قرار للانضمام تحت نير المظلومين. وضربه للمصري وقتله كان بداية عملية الفداء لخلاص شعبه هذه التي ولد موسى لأجلها. وكان الإغراء أمام موسى كبيرا فهو ابن ابنة فرعون. ويقول فيلو العلامة اليهودي أنها كانت بلا ولد. ولذلك فموسى كان وريث العرش. ولكنه رفض هذا الإغراء الكبير بسبب إيمانه القوي واختار أن يذل مع شعبه وفضل هذا عن التمتع الوقتي في قصر فرعون تحت ظلال خطية أوثان مصر. لذلك تزكى أمام الله فأدخله تحت التدريب في سيناء ليعده كقائد للشعب. الله هذبه بكل علوم مصر ثم علمه التواضع في سيناء، علمه أنه سيخرج بني إسرائيل بيد الله لا بيده هو. بِالإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ = هو هرب بعد قتل المصري وانتشار الخبر خوفًا من انتقام فرعون. ولكن بعد تكليف الله له واجه فرعون، وبعد الضربات العشر والتي كان يواجه فيها فرعون بلا خوف، قاد موسى الشعب خارجًا من مصر دون أن يخاف فرعون. بالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ = الإيمان هنا هو طاعة موسى في رش دم خروف الفصح على القائمتين ليخلص الأبكار. الفصح هو عبور، عبور الملاك المهلك على الشعب الذي رش الدم على أبوابه ولا يهلك أبكار الشعب المحتمي بدم الخروف. هو عبور الفداء، فصح الخلاص. بِالإِيمَانِ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ = استمد الشعب إيمانه من إيمان موسى. وإيمانهم حفظ البحر مشقوقًا والدليل أن المصرين الذين هم بلا إيمان انطبق عليهم البحر لما شرعوا في تقليد الشعب. فعدم إيمان المصريين يعني عدم رضا الله.
المصدر: موقع الانبا تكلا