عبرانيين 12: 1
لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا."
سحابة = هم أبطال الإيمان الذين ذكرهم في ص(11). ومن كثرتهم شبههم بسحابة. وهم سحابة لأنهم مرتفعين في السماء هم فوقنا. وهم سحابة إذ بشفاعتهم وصلواتهم تنهمر مراحم الله علينا كالمطر على الأرض، فنحن طبيعتنا ترابية. والسحابة تسير في السماوات لأنه لا ثقل يجذبها للأرضيات. وهكذا كل قديس يحمل يسوع في داخله، فكل من يطرح ثقل الخطية يصير جزءًا من السحابة يحيا مرتفعًا عن الأرضيات، يحيا في السماويات. والعذراء شبهت بسحابة سريعة. أي عالية خفيفة. لشدة قداستها هي أعلى من الكل (إش19: 1). من الشهود = كان هناك في ميادين السباق شهود يراقبون اللاعبين وبحسب شهادتهم ينال الفائز جائزة. الرسول أسماهم شهود فهم:
- شهدوا للحقيقة والإيمان.
- هم شهود لنا أن الله أعطاهم قوة فاحتملوا الألم. وفي هذا تشجيع لكل متألم حتى يصبر والله سيعينه.
- هم شهود يشتكون لله الظلم الذي وقع عليهم ويقع على إخوتهم على الأرض (رؤ9:6-11).
- هم شهود لنا الآن أنهم في السماء جزاء لهم على احتمالهم الآلام بصبر.
ونلاحظ أن بولس الرسول في ص(11) عدد أصناف من الضيقات ليختار كل منا ما يناسبه حسب آلامه. كل ثقل = أي كل ما يجذبنا للأرضيات. كل ما يثقلنا في جهادنا الروحي من محبة العالم والشهوات والكسل وعبادة المال والعشرة الرديئة.
وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ = بسهولة يسقط الإنسان في الخطية وبسهولة يتخلص منها لو أراد. والسهولة في ترك الخطية ناشئ من أن المسيح يحملها عنا، وما علينا سوى أن نقبل تنفيذ الوصية فنجد المعونة وهذا معنى قول الرب "نيري هين وحملي خفيف". وَلْنُحَاضِر = معناها الأصلي نجري في جهادنا.
بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ = حقًا المسيح يحمل عنا ويعطي نعمة تساندنا ويشفع لنا في السماء بدمه، ولكن هذه الشفاعة لا يستفيد منها المتكاسلين والمتراخين. لذلك يطلب منهم الجهاد. ولنلاحظ أن الخطية تهاجمنا من كل ناحية وهذا يمثل ثقل على النفس لذا علينا أن نجاهد متطلعين لأبطال الإيمان ونتمثل بهم وهم يسندوننا بصلواتهم.
الجهاد = يعني الانضباط والاحتمال، والتغصب على عمل البر وترك الشر.
المصدر: موقع الانبا تكلا