عبرانيين 12: 22-24

بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ

هنا الصورة المقابلة في المسيحية في مقابل الصورة المرعبة السابقة. بل قد أتيتم = بالمعمودية وقيادة الروح القدس وكلمة الله في إنجيله. إلى جبل صهيون هو جبل غير ملموس وغير مرئي بل هو مسكن الله العلي. إلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية = أي الكنيسة (المجتمع المسيحي) في العهد القديم لم يستطع الناموس أن يرفعهم للحياة السماوية (بل ظلوا أسفل الجبل) ولكن في العهد الجديد دخل المسيح بنا إلى السموات هو في وسط كنيسته. في العهد الجديد التحم كلمة الله بنا خلال تجسده فلم يعد هناك رعب. هنا الرسول يقارن بين جبل سيناء (عهد قديم) وجبل صهيون (عهد جديد) وأورشليم الأرضية كعاصمة لدولة إسرائيل (عهد قديم) في مقابل الملكوت السماوي الذي أسسه المسيح أورشليم السماوية (عهد جديد).

محفل ملائكة = لقد صار الملائكة ضمن زمرة الكنيسة. وهناك ملائكة مبشرون عملهم البشارة ورئيسهم غبريال. وملائكة للحرب ضد إبليس ورئيسهم ميخائيل. وملائكة مرافقين لنا كحراس وللمعونة. الآن صرنا نقف نحن المسيحيين ومعنا الملائكة كلنا أمام عرش الله. والكنيسة مملوءة ملائكة. المسيح وحد السمائيين والأرضيين كما نقول في القداس الغريغوري: "ثَبِّت صفوف غير المتجسدين في البشر"

كنيسة أبكار = صرنا بإتحادنا بالمسيح البكر أبكارًا (يع18:1) (أنظر التفسير في نهاية الإصحاح).

مكتوبين = أسماؤنا قد كتبت في سفر الحياة الأبدية (رؤ5:3؛ 8:13) + (دا1:12).

الله ديان الجميع = في جبل صهيون قديمًا وضع داود تابوت العهد رمزًا لأن الله يحكم من هناك والمسيح هو في أورشليم السماوية يجلس ملكا وسيدين كل إنسان.

أرواح أبرار مكملين = هم مازالوا أرواح لم يلبسوا جسد سماوي بعد ينتظرون كمال غبطتهم بعد أن أتموا جهادهم في حياتهم. وإلى وسيط العهد الجديد = أي المسيح فلا دخول لنا إلى أورشليم السماوية سوى به. كما لم يكن للشعب في العهد القديم أن يهربوا من مصر سوى بوسيط هو موسى. وإلى دم رش = هو دم المسيح الذي يطهرنا من كل خطية فنصبح مقبولين أمام الآب ويصير لنا حق الدخول للسماء (1يو7:1) كان دم الذبيحة يرش على الشيء فيطهره في العهد القديم.

أفضل من هابيل = فدم هابيل كان يطلب ويبحث عن إدانة قايين أما دم المسيح فهو يبحث عن التطهير والغفران وتطهير الضمير وهو يشهد للحق ويقدسنا.

دم المسيح هنا يصل في تطهيره لأعماق الضمير وهذا ما لم يصل إليه رش دم ذبائح العهد القديم.

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا