تكوين 1: 2
وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه
وكانت الأرض خربة وخالية:
الأرض هنا هو كل ما ينتمي للمادة. وهو ما يسمى الهيولى وهي المادة الأولية اللامتشكلة المفروض أنها سبقت الشكل الحالي للكون وبالإنجليزية CHAOS. وكلمة خربة وخالية بالعبرية توهو وبوهو وبالإنجليزية Without form & void أي مشوشة عديمة الشكل ومقفرة. لا تصلح للحياة فارغة من كل جمال، يكسوها الظلام. والترجمة السبعينية ترجمتها "غير منظورة وغير كاملة".
وعلى وجه الغمر ظلمة:
الغمر في العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش. وكلمة غمر مستخدمة لأن المياه كانت تغمر كل شيء بعمق. والظلمة نشأت من أن حرارة الأرض الشديدة جدًا في بدايتها جعلت المياه تتبخر وتكون ضباب وأبخرة منعت النور عن وجه الأرض.
وروح الله يرف على وجه المياه:
كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية ومن عادات اللغة اليهودية أنهم إذا قالوا روح الله فمعناها ريح عظيمة وإذا قالوا رئيس من الله (تك 6:23) إذًا هو رئيس عظيم، وقول راحيل مصارعات الله قد صارعت أي مصارعات عظيمة، سبات الرب وقع عليهم أي سبات عظيم أي نوم عميق (فإضافة اسم الله على الشيء المقصود به عند العبرانيين أن هذا الشيء ضخم، وأيضًا "فقال يعقوب، هذا جيش الله" أي جيش ضخم جدا تك32 : 2). وهكذا فهم اليهود الآية أن هناك ريح عظيمة هي نفخة الرب لإعلان بدء الخليقة (مز 6:33 + أي 13:26). وهكذا كان تشبيه المسيح يو 8:3 (فالرب شبه عمل الروح القدس بعمل الريح، فالروح حين يملأنا يغيرنا دون أن نراه، كما أن الريح تحرك الأشياء دون أن نراها). ونحن المسيحيين نفهم هذه الآية على أن الروح القدس هو الذي كان يرف على المياه ليعطى حياة وليُكوِّن عالم جميل. وما يربط كلا المعنيين ما حدث يوم الخمسين يوم حل الروح القدس على الكنيسة فصار صوت كما من هبوب ريح عاصفة (أع 2:2).
المصدر: موقع الانبا تكلا