كولوسي 1: 1-2
بولس رسول يسوع المسيح بمشيئة الله وتيموثاوس الأخ. إلى القديسين في كولوسي والاخوة المؤمنين في المسيح نعمة لكم وسلام من الله ابينا والرب يسوع المسيح.
رسول يسوع المسيح = طالما هو رسول من المسيح، إذًا عليهم أن يصدقوا ما يقوله لهم ويتركوا تعاليم الغنوسيين والمتهودين. وهو يكتب لهم أولًا بدافع غيرته ومحبته وثانيًا فهم أولاد ابنه إبفراس وثالثًا بكونه رسولًا للأمم، فمع أنه لم يبشرهم شخصيًا إلاّ أن الله كلفه بأن يكون هو رسول الأمم. وتيموثاوس = من تواضع بولس أن يضع اسم تلميذه معه على قدم المساواة.
قديسين.. إخوة مؤمنين = هم إذن لم ينحرفوا لا للغنوسية ولا لليهودية بل هم في المسيح = هم اتحدوا بالمسيح في المعمودية وصاروا أعضاء جسده، ولم ينفصلوا عنه بإتباعهم إيمانًا منحرفًا. وإتحادهم بالمسيح يعطيهم حياة القداسة أي الإفراز عن العالم والتكريس لله، هذه سمة الحياة الجديدة بالمعمودية التي وهبها الله لنا.
قديسين = الله وحده يقال عنه قدوس وهذه لغويا تعني اللاأرضي والمتسامي والسماوي، أما قديس تقال عن البشر الذين تكرسوا وتخصصوا لله. والقداسة درجات، فكلما إبتعد الإنسان عن محبة العالم والارتباط به، وكلما إرتبط بالسماويات مكرسا كل طاقاته وإمكانياته لله، كلما ارتفع في سلم القداسة وقارن مع (كو3: 1).
الإخوة.. الله أبينا = هم إخوة فلهم أب واحد هو الله، وبطن واحدة وُلِدوا منها هي المعمودية. ونحن صرنا أبناء الله بالتبني بإتحادنا بالمسيح ابنه في المعمودية.
نعمة وسلام = النعمة هي جماع كافة البركات التي يفيض بها الله علينا في المسيح فلقد صرنا أبناء الله، وحل علينا الروح القدس الذي يغير طبيعتنا ويملأنا سلامًا.
وبولس اختبر هذا التغيير في حياته، واختبر "سلام الله الذي يفوق كل عقل" (في 4: 7) ولاحظ أن خطايانا تحول دون تمتُّعنا بهذا السلام. وكلمة نعمة هي التحية اليونانية "خاريس" χάρη وسلام هي التحية اليهودية، فالمسيح هو للجميع.
من الله أبينا والرب يسوع = تشير إلى:
- التساوي بين الآب والابن، فكلاهما مصدر للنعمة والسلام.
- ما حصلنا عليه من نعمة وسلام هو بإرادة الآب وفداء الابن. فالآب هو أقنوم الإرادة أما الابن والروح القدس هما أقنومي التنفيذ.
المصدر: موقع الانبا تكلا