كولوسي 1: 6-8
الذي قد حضر إليكم كما في كل العالم أيضًا وهو مثمر كما فيكم أيضًا منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة الله بالحقيقة. كما تعلمتم أيضًا من ابفراس العبد الحبيب معنا الذي هو خادم امين للمسيح لاجلكم. الذي اخبرنا أيضًا بمحبتكم في الروح.
الَّذِي قَدْ حَضَرَ إِلَيْكُمْ = أي الإنجيل. كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا = الإنجيل الذي بلغ إليهم لم يكن محصورًا وسط شعب معين كما كان الحال مع الناموس، ولا أن الخلاص هو للبعض كما يقول الغنوسيون، بل هو لكل العالم، وأثمر في كل العالم = وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ = الإنجيل صارت له ثمار في كل العالم كما كانت له ثمار فيكم.
سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ = هذه أول ثمار الإنجيل، أنهم سمعوا وعرفوا أي إختبروا وتذوَّقوا نعمة الله التي غيَّرت حياتهم، فهناك من يسمع لكنه لا يختبر ذلك في حياته.
سمعوا = قبول كلمات الكرازة عقليا. عرفتم = هذه عن الإختبار العملي للذة الكلمة. وبعد الإختبار العملي تظهر ثمار الخليقة الجديدة وعمل النعمة وهي مَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ= فأول ثمار الروح، المحبة (غل22:5). فالروح يعطي ثماره لمن يريد ومن يقبل ويجاهد ، وأول هذه الثمار المحبة لله ولكل إنسان بل حتى للأعداء. والمحبة في الروح ليست هي العواطف الإنسانية العادية، فهذه عادة تكون لمن يحبوننا فقط. ولاحظ أن المحبة في الروح تعطينا أن نحب الله حتى وسط ضيقاتنا بل نشكره عليها، وأن نحب أعداءنا.
عَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ= إختبرتم حقيقة ما معنى الخلاص الذي أتى به المسيح وما معنى سكنى الروح القدس فينا والقوة التي يعطيها الله حقيقة التي تعيننا فتجعلنا خليقة جديدة ولها مواهب وكل هذا عطايا مجانية وهذا معنى كلمة النعمة . من أَبَفْرَاسَ = هنا نرى أن أبفراس أسس كنيسة كولوسي. والروح القدس يسجل اسمه هنا في الكتاب المقدس، فالله لا ينسى تعب أحد. الْعَبْدِ الْحَبِيبِ = قارن مع (فى1:1). فالعبودية للمسيح صارت حرية ولذة.
المصدر: موقع الانبا تكلا