كولوسي 1: 12-14
شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور. الذي انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته. الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا.
شاكرين الآب = فهو خلقنا ولما سقطنا أرسل ابنه لفدائنا، وأهلنا للميراث الأبدي بأن صرنا خليقة جديدة. وليس كما يقول الغنوسيون أن إله العهد القديم إله شر، وإله العهد الجديد إله خير. ميراث = الروح يشهد لأرواحنا أننا ورثة (رو 8: 17،16). وإن كنا نتألم معه فلكي نتمجَّد أيضًا معه. وهذا الميراث أسماه الرسول ميراث القديسين في النور = لأن الله نفسه هو نور. أما الخطاة فنصيبهم الظلمة الخارجية لأنهم اختاروا الظلمة في حياتهم على الأرض (يو19:3) + (مت13:22). الآب الذي أهَّلنا = بعمل فداء ابنه. أنقذنا من سلطان الظلمة = فقد كنا مستعبَدين لإبليس الذي هو سلطان الظلمة، والمسيح حررنا منه ولم يعد له سلطان علينا.
نَقَلَنَا إِلَى المَلَكُوتِ = قوله ملكوت يعني أننا صرنا رعايا خاضعين للمسيح الملك. وكلمة نقلنا في اليونانية تشير لملك منتصر ينقل شعب المملكة التي هزمها إلى أي مكان يريده، وصورة الإنتقال إلى مملكة أخرى هذه قد حدثت مع بابل وآشور، فحينما انتصروا في حروبهم ضد يهوذا وإسرائيل نقلوا السكان إلى أماكن جديدة حددوها لهم. والمسيح هزم إبليس بالصليب وإقتحم مملكة الجحيم وأخذ الأسرى للفردوس، وبعد القيامة سيأخذنا للملكوت السماوي= مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ هذا الملكوت وهذا المجد حصل عليه المسيح نفسه بجسده بعد الفداء، فصار وارثا لكل شيء (عب1 : 2). وكانت هذه طلبة المسيح للآب في صلاته الشفاعية (يو17 : 4 ، 5)، أي أن المسيح بجسده صار له نفس مجد لاهوته الأزلي. وكان كل ما صنعه المسيح لحسابنا لنتمجد نحن معه في مجده، أي أننا بإتحادنا به سيكون لنا ميراثه في المجد السماوي (يو17 : 22 ، 24). فهذا الإنتقال تم بفداء المسيح = الْفِدَاءُ بِدَمِهِ فالمسيح بفدائه حررنا من عبودية إبليس ومملكة الظلمة.
ابْنِ مَحَبَّتِهِ = لفظ ابن يشير لأن هذا الابن له نفس طبيعة الأب. فإبن الله له طبيعة وجوهر الله. وحينما تجسد ابن الله وصار إنسانا مثلنا وقيل عنه ابن الإنسان. ولأن المسيح بتجسده كانت له طبيعة واحدة من طبيعتين، له نفس الطبيعة والصفات اللاهوتية ونفس الطبيعة والصفات الإنسانية نقول أنه الابن الوحيد الجنس [مونوجينيس]، فهو ليس له مثيل. ولأن الله محبة تكون لابنه نفس طبيعة المحبة.
ابْنِ مَحَبَّتِهِ = المسيح هو ابن الله بالطبيعة، والله محبة، طبيعة الله المحبة، فهذا تعبير عن الوحدة بحسب طبيعة الله . فالآب يفيض محبة. والمسيح هو المحبوب (أف 6:1).
هو يتلقى كل هذه المحبة، وهنا أسماه ابن محبته. والروح القدس هو الذي يحمل هذه المحبة من الآب للإبن. ونحن في المسيح صرنا أولادًا لله وأحباءً لله بإتحادنا بالمسيح. وصار الروح القدس الذي يسكب محبة الله الآب في ابنه، يسكب هذه المحبة فينا (رو5 : 5) المسيح هو ابن محبته وليس أيونًا من الأيونات كما يقول الغنوسيون. والملكوت منسوب للابن هنا وفي (2تى4 : 1 ، 18) كما أن الملكوت منسوب للآب أيضًا في (1تس 12:2). فالآب والابن واحد، ويعبر عن هذا بالقول الآب يحب الابن والابن يحب الآب ، وهذه تساوي الآب في الابن والابن في الآب
المصدر: موقع الانبا تكلا