كولوسي 1: 24-27

الذي الآن افرح في الامي لاجلكم واكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذي هو الكنيسة. التي صرت أنا خادما لها حسب تدبير الله المعطى لي لاجلكم لتتميم كلمة الله. السر المكتوم منذ الدهور ومنذ الاجيال لكنه الآن قد اظهر لقديسيه. الذين اراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد.

الذي = عائدة على رجاء الإنجيل (آية23) وهذا ما دعاه للاحتمال وأتى له بالتعزية والفرح وسط ألامه في هذه الآيات.

عانى الرسول من إضطهاد الكل لهُ، يهودًا وأمم. ومع كل آلامه كان في فرح، فلا يستطيع أحد أن ينزع فرحنا منا (يو22:16) = الَّذِي الآنَ أَفْرَحُ فِي آلاَمِي = يقول أفرح في آلامي ولم يقل بسبب آلامي، فالآلام ليست سبب الفرح، بل الفرح يكون بسبب التعزية التي يعطيها الله له وسط آلامه وبسبب أخبار انتشار الإيمان وأن أهل كولوسي صاروا مؤمنين. ولاحظ أن الرسول يكتب هذه الرسالة وهو مسجون ومربوط بسلاسل.

لأجلكم = هذا السجن كان بسبب كرازته للأمم (أف1:3). والمسيح أخبرنا أننا سنواجه اضطهادًا من العالم. فالبغضة ضد المسيح ينبوع عميق لم يفرغ في السيد فقط بل ظل ممتلئًا لأجل تلاميذه وكل المؤمنين به. والآلام التي تقع على الكنيسة تقع على جسد المسيح "شاول شاول لماذا تضطهدني" (أع 4:9) = أكمل نقائص شدائد المسيح = آلام المسيح كاملة وقد حققت الخلاص، لكن على شعبه أن يشترك معه في صليبه لا لتحقيق الخلاص لكن للكرازة والشهادة لهُ.

فالمسيح حقَّق الكفارة بدمه الثمين وعلينا بالإيمان والجهاد ودموع التوبة واحتمال الألم وإعلان قبول الصليب، ومشاركة المسيح آلامه أن نكتب الشيكات التي تعطينا رصيدًا ندخل به للسماء. بل في قبولنا للألم يكون هذا شهادة للآخرين فيقبلونه. فلانتشار الإنجيل كان لا بُد أن يتألم المسيح وتتألم الكنيسة. وآلام أي عضو هي آلام تقع على الجسد، جسد المسيح، آلام أي عضو في أي جسد هي آلام لكل الجسد وبالذات الرأس الذي يزود الكل بالأحاسيس. وجسد المسيح لم يكتمل بعد فأولادي وأولاد أولادي وأولادهم سيكملون هذا الجسد، ولذلك ولأن هناك أجيال آتية، فإن الآلام المفروض أن تقع على جسد المسيح لم تكمل بعد، وحينما يكتمل جسد المسيح مع آخر مولود يؤمن بالمسيح، تكمل آلام وشدائد المسيح. وبولس بما أنه عضو في جسد المسيح فالآلام التي تقع عليه تكمل جزءًا من آلام جسد المسيح. وبهذا يصبح معنى أُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ هو ليس أن شدائد المسيح كانت ناقصة، بل أن جسد المسيح الذي هو الكنيسة (آية18 من نفس الإصحاح) لم يكمل بعد. وبنفس المفهوم فمن يطعم فقيرًا يطعم المسيح (مت 25: 34-40). وقارن آية 23، 24 فنفهم أن بولس يحتمل هذه الآلام بفرح لأجل رجاء الإنجيل. التي صرت أنا بولس خادمًا لها = الكنيسة.

حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي = هي وكالة أعطاها الله، أو ثروة أعطاها الله بغرض توزيعها على الآخرين، والمقصود أن الله اختار بولس كرسول للأمم ليبشرهم بإنجيل المسيح الذي هو مصالحة الله معهم وأن المجد صار نصيب من يؤمن.

لأجلكم= لأجل الأمم (أع21:22). وذهب بولس للأمم لتتميم كلمة الله السر المكتوم = (أف2:3). السر الذي كان مخفيًا ولكنه صار ظاهرًا الآن هو انضمام الأمم لليهود ليكونوا كنيسة واحدة لها مجد وميراث. أعدها المسيح للكل، لكل من يؤمن به. أظهر لقديسيه = كما رأى بطرس رؤيا الملاءة.

السر هو المسيح فيكم رجاء المجد = فكل المؤمنين بالمسيح، الذين صار المسيح فيهم أي ثابتًا فيهم، وهم ثابتون فيه، صاروا يترجون هذا المجد الذي فيه المسيح الآن، إذ هم ثابتين فيه، ففي المسيح مذخر لنا كل مجد وميراث، بل كل بركة في هذا العالم وفي الدهر الآتي.

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا