كولوسي 3: 18-25

ايتها النساء اخضعن لرجالكن كما يليق في الرب. أيها الرجال احبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن. أيها الأولاد اطيعوا والديكم في كل شيء لان هذا مرضي في الرب. أيها الاباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا. أيها العبيد اطيعوا في كل شيء سادتكم حسب الجسد لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل ببساطة القلب خائفين الرب. وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس. عالمين انكم من الرب ستاخذون جزاء الميراث لانكم تخدمون الرب المسيح. واما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباة.

 

كان النساء في ذلك العصر لا حقوق لهن، ومثل السلعة التي يشتريها الرجل وجاءت المسيحية لتعطي المساواة فتمردت بعض النساء على أزواجهن. ونلاحظ أن النساء مُجَرَّبات بعدم الطاعة، والشعور بأنهن طالما ساوتهن المسيحية بالرجال فعليهن أن لا يُطِعن، أما المحبة فهي غريزة طبيعية في النساء. والرجل مجرب بأن لا يحب امرأته بل ينظر لغيرها ويقسو على امرأته لذلك يقول الرسول للرجال أحبوا = من أغابي `agapy أي الحب الباذل المضحي الذي على شكل حب المسيح.

ويقول للنساء إخضعن. والأولاد مجربون بعدم الطاعة. ونلاحظ أن الابن الذي يتعلم طاعة والديه يسهل عليه طاعة مدرسيه ثم رؤسائه في العمل... فيكون ناجحًا محبوبًا في حياته، وهذا من بركة طاعة الوالدين.

والله لم يطلب طاعة وإكرام الوالدين القديسين فقط، بل أي والدين طالما لم يدعوا الابن لأن يترك الإيمان، أو لعمل خطية تغضب الرب. والآباء مجرَّبون بالقسوة وعقاب أولادهم بشدة وبدون داعي، وهم أيضًا مجربون بإهمال أولادهم لذلك يقدم الرسول لكل واحد ما يتناسب معه.

والله يشجع العبيد بأنهم سيحصلون على الجزاء العظيم إن كانوا أمناء لسادتهم وسيعاقب سادتهم لو ظلموهم. وسيعاقب العبد غير الأمين، فالله ليس عنده محاباة. وهنا بولس يتمشى مع القوانين السائدة التي تسمح بالعبودية. وهو حين يطلب من العبد أن يكون أمينًا فهذا لا ليرضي سيده فقط، بل ليرضي الرب. إذًا علينا أن نعمل كل عمل بإخلاص من الأعماق كمن يقدم عمله لله.

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا