فيلبي 1: 4-6
دائما في كل أدعيتي مقدمًا الطلبة لأجل جميعكم بفرح. لسبب مشاركتكم في الإنجيل من أول يوم إلى الآن. واثقًا بهذا عينه أن الذي ابتدأ فيكم عملًا صالحًا يكمل إلى يوم يسوع المسيح”.
في كل أدعيتي: بولس يصلي كل حين فهو الذي قال صلوا بلا انقطاع وهذا يعطي للنفس سلامًا وفرحًا. فإشراك الله في مشاكلي أفضل من تفكيري منفردًا في حلها. فتفكيري منفردًا يصيبني باليأس. أما تفكيري بروح الصلاة وإشراك الله مثلًا أقول: يا رب حل مشكلتي، أنا واثق أنك في محبتك لن تتركني، اللهم التفت إلى معونتي. وبهذا فقط نمتلئ من الرجاء وسلام الله الذي يفوق كل عقل وتنسكب التعزيات الإلهية خلال الصلاة أي صلتك بالله.
بفرح: هي رسالة الفرح، وهو فرِح وراضٍ عن حالتهم الإيمانية. هو فرح بالرغم من آلامه وسجنه، فالفرح الروحي لا يستطيع أحد أن ينزعه (يو16: 22).
مشاركتكم في الإنجيل: أي مساهمتهم في احتياجات الكرازة بالإنجيل سواء بالمال أو بالشهادة للإنجيل في حياتهم أو بكرازتهم بلا خوف. هي شركة متبادلة في عمل واحد لهدف واحد وهو تقدم الإنجيل. فكلمة شريك هنا باليونانية هي العصا التي تربط رقبتي ثورين يجران نورج. فأهل فيلبي ارتبطوا بالإنجيل وارتبطوا ببولس الذي بشرهم بالإنجيل وشاركوه قيوده إذ أرسلوا إليه من يخدمه، وشاركوه في المحاماة عن الإنجيل، وشاركوه في نفقات المعيشة.
من أول يوم إلى الآن: من يوم اهتدوا للمسيحية حتى وقت كتابة هذه الرسالة، أي حوالي عشر سنوات. ابتدأ فيكم عملًا صالحًا: بالإيمان والمعمودية أصبحوا خليقة جديدة، والله سيكمل معهم هذا العمل باحتمالهم للآلام ليشتركوا مع المسيح في صليبه ويتكملوا فيليقوا بحياة القيامة. والله ليس عنده تغيير أو ظل دوران، فإذا ابتدأ عملًا فهو سيكمله، والله إذًا سيكمل معهم طريق القداسة والأعمال الصالحة. ويوم خلق الله آدم فهو عمل عملًا صالحًا، فهو قد خلق آدم ليحيا في مجد، ولما فقد آدم المجد تجسد المسيح ليكمل العمل الذي بدأه.
وأن إلهنا إله جبار لن يترك أولاده بسهولة في يد إبليس، ولكن إن تركه أولاده بحريتهم مثل ديماس (2 تي 1: 10)، وتركوه بالرغم من محاولات الله إرجاعهم، حينئذ يهلكون وهذا يتضح من (في19،18:3).
يوم يسوع المسيح: يوم المجيء الثاني للمسيح الذي سيأتي فيه للدينونة. ولاحظ أنه يقول "يسوع المسيح" إذا أراد الإشارة إلى أنه ابن الإنسان الذي تجسد ومات وقام وسيأتي في مجده. ويقول "المسيح يسوع" (1:1)، إذا أراد الإشارة له كالأقنوم الثاني. أدعيتي: بالصلاة نستمد من الله نعمته الفعّالة، ولاحظ أن خادم بلا صلاة يدعو فيها الله، لن يحقق شيئًا في خدمته.
تأمل: ابتدأ.. يكمل: الله لا يبدأ عملًا بدون قصد، بل هو إن بدأ العمل لا بُد وسيكمله. والله دعانا، لذلك فهو سيكمل معنا. لو نظرنا لقوة العدو نيأس، ولكن إن نظرنا لعمل الرب نتشجع ونتعزى ونسير فوق المياه الهائجة (مت22:14-33). فبطرس حين نظر للمسيح سار فوق الماء الهائج، ولما نظر للريح الشديدة غرق.
وبولس الرسول يقول هذا لأنه يعلم أن المتهودين وغيرهم يشوشون على الإيمان الصحيح الذي غرسه بولس الرسول في فيلبي. ويقول بولس هنا أنه واثق من أن الله لن يتركهم إذ هو بدأ ودعاهم للإيمان وقبلهم، إذًا فالله سيكمل معهم ولن يتركهم ويصحح أخطاء المتهودين. ولذلك قال الرسول أنه يفرح بعمل هؤلاء المتهودين لأنهم ينشرون اسم المسيح، وهو واثق أن الله سيكمل معهم ويصحح ما سمعوه من هؤلاء.
المصدر: موقع الانبا تكلا