فيلبي 1: 18-20

  ماذا غير أنه على كل وجه سواء كان بعلة أم بحق ينادى بالمسيح وبهذا أنا افرح بل سافرح أيضًا. لأني اعلم أن هذا يؤول لي إلى خلاص بطلبتكم ومؤازرة روح يسوع المسيح. حسب انتظاري ورجائي أني لا أخزى في شيء بل بكل مجاهرة كما في كل حين كذلك الآن يتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياة أم بموت".

 

سواء كان بعلة أم بحق = سواء كانت دوافعهم للكرازة عن تحزب ورغبة في تمجيد ذواتهم، أم بإخلاص ورغبة في مجد المسيح.

 

بهذا أنا أفرح = هم ظنوا أنني سأتضايق من كرازتهم وشهرتهم، إلا أنهم مخطئين، فأنا أفرح بأن الكرازة تنتشر. بل هو يفرح لوجوده في السجن الذي حرك كثيرين للكرازة مهما كانت دوافعهم. بولس فرح بانتشار اسم المسيح، وهو واثق أن الله استخدم القليل الذي لدى هؤلاء ليبدأ معهم، ثم إذا كان الله قد بدأ فهو سيكمل وسيصحح لهم معلوماتهم ويكمل إيمانهم، لذلك لا يجب أن ننزعج لوجود طوائف كثيرة بل نسعى أن نكمل نقائصهم.

 

يؤول لخلاص = الخلاص له عمل هنا على الأرض وحياة أبدية في السماء. ولكن ما هو سر فرح بولس الرسول من كرازة هؤلاء؟

 

  1. كل ألم في حياة بولس لأجل المسيح سيؤول ذلك إلى رصيد له في السماء (لو13:21).
  2. كلما ازدادت ضيقات بولس من هؤلاء المضايقين يرتمي بالأكثر في أحضان المسيح فتزداد تعزياته.
  3. عمل بولس هو انتشار الإنجيل، والله أبقى حياته إلى هذه اللحظة لهذا السبب، فكلما انتشر الإنجيل فهو يفرح لأن هدف وجوده قد تحقق. ولو تحقق هدف وجوده يخلص في الحياة الأبدية. فمن يسمع هؤلاء المغرضين لن يعرف دوافعهم وأنهم يكرزون بالمسيح لإغاظة بولس، ولكن من يؤمن بكرازتهم يخلص. ويقول الرسول أنه بهذا تتحقق رسالتي التي يريدها الله مني. فالله يريد نشر الكرازة. وهؤلاء بسببي كرزوا ومن آمن بسببهم عرف المسيح وسيخلص. فبهذا هم حققوا هدف رسالتي التي سيكافأني الله عليه.
  4. بهذا أفرح= بولس يفرح:
  5. بسجنه.
  6. بكرازة من يكرز بمحبة.
  7. بكرازة من يكرز عن تحزب ويتسبب في زيادة آلامه.

 

فكل هذا سيؤول لمجد المسيح. وهذا الفرح وهذا الخلاص يكون لي بطلبتكم= صلواتكم عني + مؤازرة روح يسوع. والروح القدس من ثماره الفرح. وهو يحل علينا باستحقاقات عمل يسوع المسيح. ونلاحظ أن الخلاص لكل واحد يكون بـ:

 

أ‌. الإيمان بالكرازة.

 

ب‌. صلوات الشخص نفسه.

 

ت‌. عمل الروح القدس فيه.

 

      حسب انتظاري = كلمة انتظار تعني الانتظار باشتياق كبير لدرجة محاولة الوقوف على أطراف الأصابع ورفع الرأس، مثلما قال الرب يسوع (لو8:21). فبولس يسهر ويجاهد ويطلب شيئًا واحدًا ولا يطلب سواه، وهو انتظار مشفوع بالرجاء في ذلك الشيء. وما هو هذا الشيء الذي ينتظره بلا يأس بل بكل رجاء؟ أن يتعظم المسيح في جسده وأن يظل يكرز بالمسيح، فهو ليس مثل المتحزبين يطلب مجد نفسه بل مجد المسيح. يتعظم المسيح = المسيح لن يُزيد من عظمته أحد، لكن المعنى أن تظهر عظمة المسيح للناس في جسد بولس، كيف؟

 

بحياة أم بموت = هو يشتهي أن يتمجد اسم المسيح به سواء بحياته أو حتى باستشهاده. ومازال بولس بعد موته وحتى الآن يُكرز برسائله لمدة 2000 سنة، وفي كل مكان. هو اشتهى أن يظل يكرز كل حياته باسم المسيح وأن يشهد له حتى الموت أو الاستشهاد، فالاستشهاد يظهر مجد المسيح الذي يدفع الشهيد للاستشهاد ولا ينكر اسمه حبًا فيه. والله أعطى لبولس أن يشهد له في حياته وبعد استشهاده والاستشهاد كرازة، فحينما يرى غير المؤمن، أن المؤمنين تكون حياتهم رخيصة عندهم من أجل المسيح الذي آمنوا به وأحبوه سيتساءلون عمن هو المسيح هذا وربما آمنوا به. راجع (نش 8:5 + 9:5 + 10:5-16 + 1:6).

 

بطلبتكم = لاحظ هنا طلبة بولس عنهم وطلباتهم عنه، وهذه هي الشفاعة. وماذا يمنع أن تكون الشفاعة بين الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة؟!

 

 

 المصدر: موقع الانبا تكلا