فيلبي 1: 28
غير مخوفين بشيء من المقاومين الأمر الذي هو لهم بينة للهلاك وأما لكم فللخلاص وذلك من الله
لا تخافوا ممن يضطهدكم ويقاوم رسالتكم = غير مخوفين = والكلمة تُستخدم أصلًا للخيول الجافلة التي تعود مضطربة إذا وجدت ما يخيفها. ولماذا لا نخاف؟ النعمة الإلهية قادرة أن تحفظ أولاد الله، ويد الله القوية تحفظهم، وتدين من يضطهدهم وتهلكه. "من يمسكم يمس حدقة عينه” (زك8:2). أولم تنهزم الإمبراطورية الرومانية أمام المسيحية. وفي العصر الحالي ألم تسقط الشيوعية في الإتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية أمام المسيحية التي عادت وازدهرت. وهناك سؤال إذا كان الله يحفظ أولاده، فلماذا مات واستشهد الكثيرين بيد أعداء المسيح؟ الإجابة بسيطة وراجع شرح آيات 23-26 من هذا الإصحاح، ونضيف عليها ما قاله السيد المسيح لبيلاطس "لم يكن لك عليَّ سلطان البتة إن لم تكن قد أعطيت من فوق” (يو 11:19). والمعنى أن مَنْ استشهد، كان ذلك بسماح من الله، لأنه قد أنهى أعماله، وذهب للراحة في انتظار المجد. وعادة يشعر المضطهدين لشعب الله بقوة تعمل مع شعب الله (خر 12:1). ولكن من الذي يشعر بقوة الله التي تسانده في هذا الوقت أي وقت الاضطهاد؟ هو من قرر بإيمان أن يثبت. ولاحظ أن من اضطهد الكنيسة أولًا كانوا اليهود وجاء بعدهم الوثنيون.
الأمر الذي هو لهم بينّة للهلاك وأماّ لكم فللخلاص = النعمة الإلهية قادرة أن تحفظكم ثابتين إن قررتم أن تثبتوا. وهذا الثبات هو ما أسماه الرسول مجاهدين في آية 27. فالجهاد هو قرارنا بالثبات بالرغم من الآلام. والنعمة تساند من قرر الثبات. فالنعمة هي القوة التي يعطيها الله لمن قرر الثبات وهي التي تحفظنا ثابتين.
ومن يقرر الثبات سوف يختبر قوة الله التي ستسانده وتحفظه ثابتا. وإن ثبتم فسيكون هذا دليل وإعلان قوي عن أن الله حفظكم بل وسيحفظكم إلى النهاية. وهي نفسها التي ستُكَمِّل معكم حتى الخلاص النهائي. ويد الله القوية التي تحفظكم هي نفسها ستدين من يضطهدكم وتهلكه.
تكون لهم بينة للهلاك = وثباتكم أمامهم سيخيفهم، فثباتكم هذا بسبب عمل قوة الله فيكم. وهذه القوة هي نفسها التي ترعبهم (خر 12:1). وراجع أيضًا ما حدث ليلة الخروج من مصر والرعب الذي وقع على المصريين (خر14 : 24 ، 25). بل في أثناء الضربات العشر ذهب رجال فرعون له قائلين في رعب "ألم تعلم بعد أن مصر قد خربت" (خر9 : 7).
المصدر: موقع الانبا تكلا