بهذا تعرفون روح اللَّه
كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من اللَّه
وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من اللَّه
وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي والآن هو في العالم"
المعلم الحقيقي هو الذي يشهد للسيد المسيح الذي جاء إلى العالم ليخلصنا.
توجد بدع كثيرة لم تنكرمجيء ربنا يسوع في الجسد، لكن منها من أنكر لاهوته أو لاهوت الروح القدس مثل الأريوسية أو أتباع سابليانوس، فهل هذه البدع من اللَّه؟
إنهم بلا شك ليسوا منا، وإلا ما كانوا خرجوا عنا. لقد خرجوا عن الكنيسة جسد المسيح الواحد، وصار لهم إيمان مخالف وفكر مُغاير، وبهذا صاروا ضد المسيح حتى ولو نسبوا أنفسهم له.
والآن بعدما بلغ في الخارج عدد الطواِئف ما يقرب من 600 طائفة، الكل يؤكد أن إيمانه هو إيمان الكنيسة السليم، فكيف نتحقق الإيمان الحقيقي الخالص من الإيمان المزيف؟ لنعد إلى إيمان الكنيسة الواحد بروح الكنيسة وفكرها الواحد من أقصى المسكونة إلى أقصاها قبل الانقسام في مجمع خلقيدونية المشئوم (في القرن الخامس) فإن الكنيسة خلال الأربعة قرون الأولى، بالرغم من انتشارها شرقًا وغربًا، ومع اختلاف البيئات وتعدد الإيبارشيات وكثرة الرعاة وضخامة الكتابات المسيحية إلاَ إنها تمتاز بوحدة الفكر، فلا عجب إن رأينا كتابات القديسين باسيليوس الكبيرأسقف قيصرية وهيلاري أسقف بواتيهويوحنا الذهبي الفم أسقف القسطنطينية وأثناسيوس الرسولي أسقف الإسكندرية والبابا كيرلس الكبير إلخ. آلاف من الآباء القديسين كتبوا وفسروا وبعثوا رسائل لبعضهم البعض أو لرعاية شعبهم. وكأن الكل قد تتلمذ في مدرسة واحدة بفكرٍ واحدٍ.
هذا هو الحق الذي تشربته الكنيسة الواحدة وتتشربه جيلًا بعد جيلٍ، فيه نتتلمذ لآبائنا بغير كبرياء ولا تشامخ أو اعتداد بالذات. هذا ما دفع بالكثيرين إلى نشر كتابات الآباء الأولين